الأخبار
جلال دويدار
رد علي رؤية خاطئة لميركل في زيارتها لمصر
في المؤتمر الصحفي المشترك الذي اعقب انتهاء مباحثاته مع المستشارة الالمانية »ميركل»‬ حرص الرئيس السيسي علي ان يرد علي مزاعم انتهاك مصر لحقوق الانسان قال ان المعلومات المغلوطة التي تصدر عن الاتحاد الاوربي في هذا الشأن تحت تأثير ما يروج له الاعداء والمتربصون مستهدفين تشويه مصر وشعبها.. لا اساس لها من الصحة. اكد التزام مصر بما تقضي به المواثيق الدولية.
رغم التوصيف بإيجابية زيارة المستشارة الالمانية ميركل ومباحثاتها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وما يمكن ان تحققه من انجازات علي الصعيد الاقتصادي.. الا أنني لا استطيع ان انكر دهشتي واستغرابي لسقطة رؤية المستشارة السياسية فيما يجري في ليبيا وعلاقته بالأمن القومي المصري.
هذه السقطة التي شابت هذه الرؤيا.. تمثلت في دعوتها إلي مشاركة كل من تركيا وقطر في جهود حل الازمة الليبية. جاء ذلك علي هامش استعراضها للتوافق بين الجيران العرب الافروشمالي مصر وتونس والجزائر علي العمل معا من اجل تحقيق هذا الهدف.
ما اشارت اليه ميركل ان دل علي شيء فإنما يدل اما بالجهل بعواقب الامور واما انها مازالت أسيرة سياسة الاتحاد الاوربي. كان عليها أن تعلم وتدرك أن ما قامت وتقوم به الدولتان البعيدتان تماما عن الحدود الليبية من دعم وتمويل للتنظيمات الارهابية دمرت وخربت هذه الدولة العربية.
ليس من تفسير لهذا الموقف سوي انه استمرار لسياسة الاتحاد الاوربي وامريكا التي جسدها ممارسة الضغوط للسماح لحلف »‬الناتو» بالتدخل.. ليس لصالح ثورة ليبيا.. ولكن لصالح هذه التنظيمات الارهابية بما ادي الي سيطرتها علي مقدرات هذه الدولة العربية. لو كان هدف هذا التدخل الاوربي المؤيد امريكيا مصلحة ليبيا فان الخطوة التالية كانت تحتم قيام الامم المتحدة ومن خلال اتفاق دولي بعملية ترميم واستعادة الدولة الليبية لمقوماتها.. وهو ما لم يحدث. من ناحية أخري فقد لوحظ ان اتفاق الصخيرات الذي تم برعاية غربية تضمن مشاركة بعض التنظيمات الإرهابية في المجلس الرئاسي.
الغريب والمثير للدهشة ايضا ان يأتي ترويج »‬ميركل» لهذه المشاركة التركية القطرية في وقت تشهد فيه العلاقات بين برلين وانقرة توتراً نتيجة عمليات التجسس وخلق الاضطرابات من جانب العناصر التركية المتواجدة علي الارض الالمانية. يدخل ضمن هذه الخلافات عمليات الابتزاز التي قام ويقوم بها اردوغان مستغلا قضية اللاجئين الذين تدفقوا من الحدود التركية الي دول البلقان الأوربية ومنها الي المانيا. يضاف الي ذلك اتهام المانيا لنظام أردوغان بكبت الحريات والمعارضة السياسية.
كان من الطبيعي ان يتنبه الرئيس عبدالفتاح السيسي لهذه الاشارة بالنسبة للاوضاع في ليبيا من جانب ميركل خلال المؤتمر الصحفي المشترك وان يرد عليها بذكاء وبشكل غير مباشر. تناول التضيحات التي قدمتها مصر في مواجهة الارهاب الذي تدعمه وتموله بعض القوي والممتد إلي ليبيا ايضا. وما قاله الرئيس السيسي يعني اتهام كل من تركيا وقطر بدعم الإرهاب وهو ما يجعلهما اطرافا خارجية غير مرغوب بها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف