مع قيام ثورة 30 يونيو 2013 وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في يونيو 2014. بدأت قوافل تعمير صحراء الوادي الجديد لإحداث ثورة تنموية شاملة في هذا القطاع الهام من مصر. والتي يمكننا تسميتها بقوافل السيسي لتعمير الوادي الجديد أسوة بقوافل التعمير التي اطلقها عبدالناصر عام .1959
وتقع محافظة الوادي الجديد في الجانب الغربي والجنوبي لجمهورية مصر العربية علي حدود ليبيا والسودان ويمثل الوادي الجديد 44% من اجمالي مساحة مصر حيث تصل مساحة المحافظة حوالي 440000 كيلو متر مربع. وتتكون حالياً من خمسة مراكز ومدن شاملة الخارجة عاصمة المحافظة والداخلة والفرافرة وباريس وبلاط. ويمثلها عدد خمسة نواب بمجلس النواب اثنان عن الخارجة وباريس واثنان عن الداخلة والفرافرة وبلاط وعضو خامس ضمن القائمة الممثلة للصعيد.
وتعتمد فوافل السيسي لتعمير الوادي الجديد علي القوات المسلحة ممثلة في الهيئة الهندسية وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية ووزارات الزراعة والري والنقل والتربية والتعليم والثقافة والتعليم العالي والصحة والتعاون الدولي والاستثمار والصناعة والاسكان. وركز السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي علي تطوير الطرق الرئيسية حيث تم رفع كفاءة ورصف طريق الخارجة أسيوط بطول 230كم والذي يعتبر أقصر وأهم طريق يربط الوادي بالصعيد والقاهرة. وإنشاء طريق جديد لربط الفرافرة مع ديروط بالصعيد. والبدء في إعادة رصف الطريق من الداخلة إلي الخارجة بطول 190كم.
وتم البدء في حفر آبار جديدة بأعمال تتراوح ما بين 350 مترا حتي 700 متر. والبدء في استصلاح آلاف الأفدنة بواسطة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية. وإنشاء تجمعات سكنية جديدة بالفرافرة كمرحلة أولي. وكذلك عشرات العمارات في نطاق مشروع الاسكان الاجتماعي بمدن الخارجة والداخلة وباريس.
وفي إطار إحداث ثورة صناعية بالوادي تم تنشيط أعمال شركة فوسفات مصر بأبوطرطور وزيادة الطاقة الإنتاجية اليومية وزيادة معدلات التصدير للخارج بالاضافة إلي انشاء شركة مساهمة جديدة بتأسيس بين شركة فوسفات مصر وأبوقير للأسمدة وإنبي وبتروجيت وجهات صناعية ومالية أخري لانشاء أول مصنع لإنتاج حمض الفوسفوريك من خامة الفوسفات بالوادي الجديد باستثمارات 900 مليون دولار كمرحلة أولي بمنطقة أبوطرطور حيث يبدأ الإنتاج عام 2020 يليها إنشاء مصانع لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية للاستخدام المحلي والتصدير وكذلك اتخاذ اجراءات لانشاء أول مصنع لإنتاج الأسمنت بالوادي الجديد للاعتماد عليه في تنفيذ كل الانشاءات التي ستتم بمدن وقري الوادي الجديد كبديل للنقل من الشركات المتواجدة بالصعيد والدلتا.
واستمرت الصحراء الغربية تابعة لمحافظة أسيوط منذ قديم الزمن حتي صدور قرار جمهوري خلال عهد الزعيم عبدالناصر عام 1959 بإنشاء محافظة الوادي الجديد يحدها من الشمال محافظات الجيزة والفيوم ومطروح ومن الشرق محافظات بني سويف والمنيا وأسيوط وقنا وسوهاج والأقصر وأسوان ومن الغرب الحدود المصرية الليبية والجنوب الحدود المصرية السودانية. وبدأ عبدالناصر ثورة التعمير في الوادي الجديد من خلال التخطيط المتميز ووصول قوافل الصعيد للعمل في كل مناطق الوادي. وإنشاء جهاز تعمير الوادي الجديد بالداخلة عاصمة المحافظة وكانت تضم متخصصين في الزراعة والاسكان والطرق والري والصرف الزراعي والصرف الصحي والمياه والثقافة والإعلام والتربية والتعليم والصحة.
وبدأت ملحمة مصرية لم تحدث في التاريخ الحديث حيث تم التركيز علي تطوير التجمعات السكنية الكبيرة المتواجدة في الداخلة والخارجة وباريس والفرافرة من خلال إنشاء تجمعات سكنية متطورة تتكون من عمارات ذات خمسة أدوار بها وحدات سكنية بمساحات 120 إلي 150 متراً وتوجد بين العمارات مناطق خضراء وحدائق كبيرة تحقق جواً صحياً وجميلاً لقاطني المساكن. وبدأ التعمير من خلال انشاء عشرات القري الجديدة علي طول المسافة ما بين الفرافرة حتي الداخلة بطول 550كم ومن الداخلة حتي الخارجة بطول 190كم ومن الخارجة حتي باريس بطول 90كم ومن باريس حتي الأقصر بطول 280كم ومن الفرافرة حتي الواحات البحرية بطول 450كم. وأدت هذه المشروعات إلي زيادة سكان المحافظة حيث يقدر عدد سكانها يوم 18/2/2017 بحوالي 237700 نسمة فقط.
وتولي قيادة محافظة الوادي الجديد منذ نشأتها عام 1959 وحتي الآن "حوالي 58 عاماً" عدة محافظين منهم كمال الجنزوري واللواء سلمي سليم وفاروق التلاوي وأحمد مختار وطارق المهدي ومحمود خليفة ومحمود العشماوي وحالياً محمد الزملوطي.