الجمهورية
علاء معتمد
سهرة مع يوسف بطرس غالي
كانت السهرة ممتعة.. واستمرت حتي الثانية صباحا.. لم يجرؤ النوم ان يقترب فيها من عيني حتي انتهت الحلقة.
كان الضيف هو الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق صاحب الخبرة الاقتصادية الكبيرة التي اكتسبها من العمل بالقرب من المرحوم الدكتور عاطف صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق حين عمل مستشار له قبل أن يصبح وزير دولة للتعاون الدولي ولشئون مجلس الوزراء وبعدها وزيرا للاقتصاد ثم للتجارة الخارجية ثم وزيرا للمالية حتي قامت ثورة يناير ..2011 وكان المحاور علي قدر كبير من الفهم والموضوعية وهو المذيع أسامة كمال.. وكان الحوار حول مصر وأحوالها الاقتصادية وبرنامج الإصلاح الذي تنفذه الحكومة وقرار تعويم الجنيه وأثاره الايجابية والسلبية وإجراءات ترشيد الدعم ومعاناة المصريين من ارتفاع الأسعار والاتفاق مع صندوق النقد الدولي.. وغيرها من الموضوعات والأسئلة والاجابات التي أجبرتني علي مقاومة النوم والسهر حتي انتهت الحلقة.
جاءت كل اجابات الدكتور يوسف بطرس غالي علي أسئلة المذيع متسقة مع قناعاته ومع كل ما سمعته منه شخصيا وحاورته فيه حين كان في منصبه حين كان يقول ان الإصلاح الاقتصادي أمر لابد منه وانه لا يمكن لأي موازنة في أي دولة أن تتحمل هذا العجز وهذا الهدر في مصروفات الدعم والخلل في نظام الأجور وارتفاع المديونية وان مواجهة المشاكل بالحلول الصعبة خير ألف مرة من السكوت عليها حتي تتراكم وتتفاقم ونعجز عن الحل وكان يقول انه بفضل ان يكون وزيرا ناجحا يحل مشاكل مصر الاقتصادية ويتحمل السب والقذف علي ان يكون وزيرا محبوبا ومحمولا علي الأعناق ولذلك وضع بالتعاون مع وزراء المجموعة الاقتصادية الذين عاصروه مثل الدكتور محمود محيي الدين والمهندس رشيد محمد رشيد والدكتور علي المصيلحي - وزير التموين الحالي - والدكتور أحمد درويش روشتة العلاج الناجع للاقتصاد المصري المريض وبدأ بتغيير قانون الضرائب ووضع قانونا للضرائب علي الدخل من أفضل القوانين بشهادة جميع خبراء الاقتصاد في مصر والعالم ووضع قانون الضريبة العقارية وقانون المعاشات وبدأ الإعداد لقانون الضريبة علي القيمة المضافة ثم شرع في إجراءات ترشيد الدعم وبدأ بخفض دعم الطاقة للمصانع كثيفة الاستهلاك الطاقة مثل الأسمنت والحديد والسيراميك والأسمدة والتحول إلي بطاقة التموين الذكية للتصدي لمافيا سرقة الدقيق والسلع المدعمة وصرف المرتبات والمعاشات الكترونيا.. وغيرها من الإجراءات التي يجري تطبيقها الآن.
الدكتور يوسف قال في حواره: ان قرارات الإصلاح الاقتصادي تأخرت 40 عاما وان هذه الإجراءات لو اتخذت منذ نهاية السبعينيات لكانت مصر في عداد الدول المتقدمة ولكانت فاتورة الإصلاح أقل كثيرا.
قال أيضا: ان قرار تعويم الجنيه كان قرارا سليما حتي ولو تأخر 3 سنوات وان اللجوء لصندوق النقد الدولي كان علاجا "مرا" لكن البديل "أمر" منه وان الرئيس عبدالفتاح السيسي يستحق التحية والتقدير علي شجاعته لأنه قرر ان يقتحم المشكلة الاقتصادية بصدره وان يتحمل مسئولية التنازل عن بعض شعبيته كي ينقذ اقتصاد البلاد المريض الذي كان علي وشك الموت.
الوزير الأسبق قال أيضا: انه عمل مع وزير المالية الحالي عمرو الجارحي ويدرك مدي كفاءته وقدراته وانه يتابع كل خطواته وقال: ان عودة الدكتور علي المصيلحي لوزارة التموين كان قرارا صائبا.
السهرة التي امتدت حتي الثانية صباحا لا يمكن تلخيصها في مساحة هذا المقال ولا يمكن تحليل آراء الدكتور يوسف بطرس غالي في مقال واحد لكن ما يمكن قوله ان القضايا التي رفعت ضد الدكتور يوسف والهجوم الذي شنه البعض عليه لن يمنع أبدا انه - حتي ولو غضب البعض - واحدا من أهم خبراء الاقتصاد وأفضل من شغلوا منصب وزير المالية في مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف