ونحن على أبواب قمة عربية فى الاْردن خلال الشهر الحالي، طرحت على نفسى السؤال، ما الذى يمكن ان يقدمه القادة والزعماء اكثر من الذى قدموه فى القمم السابقة من لقاءات ومصافحات ونقاشات وجلسات تنتهى ببيانات، يعنى (مكلَمة)، لم نحصد منها نحن الشعوب سوى الكلام. واعود لأسأل سؤالا آخر ماذا ينتظر القادة لتحويل الكلمات الى افعال والشعارات الى واقع والبيانات الى قرارات، فهل عاشت الامة العربية محنة فى العصر الحديث مثلما تشهده حاليا من مخاطر تهدد وجود دول بأكملها واخرى تواجه شبح التقسيم والتفتيت والتشرذم. ليعلم القادة والرؤساء الملوك والأمراء والزعماء علم اليقين اننا نحن الشعوب نتطلع الى الوحدة والتعاون ونؤمن ان مصيرنا واحد ومصالحنا واحدة ، وعليكم ان تعبروا عن هذه التطلعات وان تكونوا عند حسن الظن بكم وتتخذوا من القرارات ما يحقق هذه الأمنيات فى اقامة مجتمعات حديثة وعصرية تواكب ما يشهده العالم ولا نظل ننتظر سنوات وسنوات حتى لا يصيبنا اليأس والاحباط والسلبية. واعلموا ايضا ان الطريق لتحقيق هذه الأهداف يعبر من محطات الحرية والتعددية السياسية وقبول الآخر على ارضية الإنسانية والمواطنة و العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، فالمواطن العربى يرى ويتابع ما يشهده العالم المتحضر وهو بالتأكيد يريد ان يكون جزءا من هذا العالم ، آه لو حدث ذلك ستكون قمة تاريخية وستحملكم الشعوب على الاعناق وتهتف باسمائكم، اما اذا استمر الحال على نهج القمم السابقة فلنا ولكم الله..
فاصل قصير: نحن احوج ما نكون الى مصانع ومؤسسات إنتاجية وليس مولات ضخمة تستنزف جيوب الناس فى اللعب والاستهلاك حتى لو كانت توفر فرص العمل.