المساء
محمد جبريل
الإسلام وصورة الإرهاب 2-2
التهديد الإسلامي للغرب هو تهديد روحاني - إن جاز التعبير - أداته اليقين الديني . والكلمة. ومحاولة الإقناع . كان انتشار الإسلام في أرجاء العالم بالتجارة. ذلك ما حدث - علي سبيل المثال - في معظم دول القارتين الآسيوية والإفريقية.
كان وصول الاستعمار الأوروبي إلي شواطئ أوروبا لم يجاوزها ولا حاول الدخول إلي قلب القارة التي كانت غارقة في الهمجية وتعرفوا إلي معان في المدنية كانت غائبة عن ظلمة حياتهم ويذهب الجغرافيون العرب إلي أن العرب العمانيين موجودن في شرقي إفريقيا منذ القرن الميلادي الأول وقد أثبتت الأحداث المتوالية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي أن الإسلام لم يكن حادثاً عرضياً في حياة أبناء الدول التي حرم الدين علي أبنائها وهي دول لاتشمل فقط ما كان تابعاً للاتحاد السوفيتي . وإنما تشمل دولاً تابعة ليوغوسلافيا تيتو فضلاً عن ألبانيا وتوابعها وجميعها حرمت فيها أي مظاهر دينية حتي المساجد أغلقت ما كادت الصفحات تطوي حتي عاد مسلمو كل تلك المناطق إلي دينهم في الصفحات التالية كأن العازل الذي استمر عشرات السنين لم يكن قائماً وكأن الأجيال الطالعة لم تفقد الصلة العقائدية بالأجيال السابقة ومن المهم أن نشير إلي اعتراف البرلمان الأوروبي في ستراسبورج "1991"بضرورة إعادة النظر في الصورة المغلوطة والسلبية عن الإسلام التي تنشرها الميديا الغربية ذات الانتشار الواسع.
المرء بطبيعته لابد أن يكون معادياً لفكرة ما وقد بذلت الصهيونية العالمية ممثلة في الكثير من الهيئات والمؤسسات المناصرة لإسرائيل نشاطاً محموماً كي تجعل الإسلام في بؤرة النظرة العدائية من مواطني الغرب إن لم يكن لأسباب دينية أو سياسية أو لمجرد تخويفه من فكرة الإرهاب التي تلصقها بالأفراد المسلمين والجماعات الإسلامية.
انطلاقاً من هذا المعني . فإنه يجدر بنا التنبه إلي السلبيات التي تؤثر علي صورة الإسلام في العالم فبالإضافة إلي العداء المعلن من الغرب ضد الإسلام وهو عداء ليس عشوائياً وإنما تمتد جذوره إلي ما قبل الحروب الصليبية فإن الحركات الإسلامية المتطرفة قد أثرت سلباً علي صورة الإسلام في العالم . ولعلها عمقت ظاهرة الإسلاموفوبيا التي أزعم أنها اختراع بامتياز مصدره التطرف المسيحي في الغرب.
وللأسف فإن بعض الجماعات المحسوبة علي الإسلام تؤدي دوراً سلبياً بل مشبوهاً لاأسمي فالأسماء معلنة يتمثل في إنكار حقوق المرأة وختان البنات وتحريم الإبداع وافتقاد الخيال واعتناق الخرافة والعجز عن التكيف مع الحداثة وتدمير التراث الإنساني وتحجيم دور الإعلام وتكفير المعارضين وتصور نشر الإسلام بالسيف والحرب والقهر والقتل والتحاور بالعنف ومعايب أخري تضع الإسلام والمسلمين في إطار التخلف بامتياز.
شاهدت برنامجاَ عن المسيحية الصهيونية رجال ونساء استغرقوا في اللاهوت أو هذا ما حرصوا علي أدائه فهم يمنحون تأييدهم المادي والمعنوي للدولة العبرية حتي يقترب تحقق حلم اقتصار الأراضي المقدسة علي شعب التوراة في المقابل من هذه الصورة التي تحاول استثارة التعاطف فإن صورة المسلم تتركز في الخلاء وهو يتدرب علي العمليات "الإرهابية " وتشمل بانورامية الصورة ما يكاد يصبح مادة ثابتة في الميديا الغربية من عمليات قرصنة واختطاف وابتزاز وترويع للأبرياء اختفي اليهودي كما جسده شكسبير في شخصية شايلوك حلت بدلاً من ذلك صورة المسلم الشرير الذي جعل العنف قواماً لحياته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف