محمد جبريل
ع.البحري - ليبيا.. وتصدير الإرهاب
أعادت عملية الإفراج عن الرهائن الأثيوبيين من أسر العصابات الإرهابية في ليبيا طرح الأخطار التي تبسط ظلها القاتم علي الحياة في القطر الشقيق. تحيله من بلد ثري الموارد إلي ساحة للصراعات المسلحة. قوامها مئات التكوينات. وآلاف المسلحين. والملايين من قطع السلاح. تصوب جميعها إلي أبناء الوطن. وإلي اقتصادياته ومستقبله.
قضي الشعب الليبي- عقب مخاض أليم- علي نظام القذافي توقعنا صفحة جديدة مغايرة للسنوات الأربعين التي عاني فيها المواطنون الليبيون أقسي مظاهر الديكتاتورية. ونشر الإرهاب. ليس في داخل ليبيا فحسب. وإنما في الدول العربية والأجنبية. بواسطة عمليات اغتيال وتدمير أنفق عليها المليارات من أموال الشعب الليبي.. أذكر نقاشي لعدد من المثقفين الليبيين في زيارتين إلي ليبيا. ضمن أنشطة اتحاد الكتاب العرب استمعت إلي وقائع مذهلة عن عمليات الاعتقال والتعذيب بوسائل شنيعة.
الصفحات التالية أتت بعكس المرجو منها ما إن أنهت الحكومة الانتقالية مهمتها حتي وثبت علي السلطة جماعات مسلحة لغالبيتها صلات مشبوهة بتنظيمات إرهابية خارج الحدود. وتحولت المدن الليبية إلي ساحات معارك امتدت تأثيراتها إلي دول الجوار. وإلي الوافدين الذين سافروا إلي ليبيا للإسهام في عمليات التعمير وكان ما تعرض له المواطنون المصريون من جرائم اغتيال حقيرة. بواسطة الجماعات الإرهابية المسيطرة علي الأوضاع في ليبيا. بعض نتائج فوضي الإرهاب التي تنشر الآن في كل المناطق الليبية.
عندما تحيق الأخطار بالشعوب. فإن الوحدة هي حائط الصمود الذي يعينها علي مواجهة التحدي.. أخشي أن تكون مفاوضات ذوي الياقات البيضاء. في العاصمة العربية أو تلك كممثلين للشعب الليبي. مرحلة متقدمة يجب اختصارها لمواجهة خطر ضياع الوطن.
لا معني لفرض الزعامات في وطن يحكمه الإرهاب ويفرض ظله الأسود علي مدنه وقراه. ومستودعات النفط التي تعد المصدر الأهم لميزانية البلاد.
الوضع الليبي يتلخص في مخازن السلاح الهائلة التي تشمل المناطق المختلفة. تزود العصابات الإرهابية لنشر عملياتها داخل ليبيا وخارجها ثمة الملايين من قطع السلاح سربت إلي الأراضي المصرية. وسيناء بخاصة. وبلغت التأثيرات الإرهابية مدن تونس بنشر الرعب. وتدمير الاقتصاد حتي الجزائر التي جمعت الزعامات الليبية حول مائدة المفاوضات لحقتها أضرار الإرهاب القادم من الحدود الليبية بل إن تركيا تمثل جسر اتصال بين عصابات الارهاب في ليبيا ومثيلاتها في الأقطار العربية الأخري.
العصابات الإرهابية تحتل الآن معظم مناطق ليبيا والميلشيات المسلحة تمارس القتل والخطف والاستيلاء علي موارد البلاد ليس بزعم انفاقها علي التطوير. وإنما بشعارات غريبة. متطرفة. لم تقصر إرهابها علي المواطن الليبي. بل جاوزت الحدود سواء بذبح المواطنين العرب والأفارقة الذين يعملون داخل ليبيا. أو بتصدير الإرهاب إلي دول الجوار.
حل الأزمة الليبية لن يتحقق إلا بتحجيم الخلافات فضلاً عن محاولة إزالتها وإقامة حكومة وحدة وطنية تضع مصالح الوطن قبل أي اعتبارات شخصية أو قبلية أو خضوع لترهات سخيفة تحرض عليها خطط التآمر في عواصم أجنبية وبواسطة مؤسسات شاغلها تفتيت الوطن العربي لصالح كيان يتصور حياته في موت الآخرين.