الأهرام
أيمن المهدى
الشيخ الكتاتنى وأم خديجة!
أخيرا وبعد زمن طال واستطال، استطاعت الأجهزة الأمنية ضبط واحدة من أقوى شبكات ممارسة الدجل والشعوذة والنصب على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بحجة إنهاء مشكلاتهم الأسرية.

.. الشيخ حسن الكتاتنى وأم خديجة أشهر من روج فى الفترة الأخيرة لرد المطلقات والمفقودات وزواج العوانس، وجلب الحبيب، وعلاج السحر والحسد… إلى آخر سلسلة من عنقود الوهم الذى لا ينتهى فى المجتمع المصري، ومستمر مع سبق الإصرار والترصد! ويبدو أنه مهما حذر الشرع والعقلاء، الناس من الوقوع فى براثن هذا الوهم إلا أنه لا أمل، وللأسف ينضم يوميا للبسطاء ومحدودى التعليم ضحايا جدد من علياء القوم تعليما وثراء!... وهو ما تكشفه جميع القضايا المضبوطة خاصة الأخيرة كما يروى العميد عماد عكاشة، رئيس قسم التحريات بمباحث الآداب أنه بعد ضبط شبكة الكتاتنى وأم خديجة، «كان معى جهاز تليفون يخص أعضاء هذه الشبكة، فاستقبل مكالمة، فرددت، فوجئت بواحدة تقول لي: الشيخ حسن أنا عندى مشكلة كذا، فقلت لها أنا ضابط المباحث وضبطنا هذا الرجل وهو نصاب، وممكن تتفضلى عندنا وتقدمى بلاغا ضده، فقالت لى وهى خائفة: لا ممكن يؤذينى»..

.. وهنا كارثة وخلل عميق فى المجتمع.. ففى أحدث دراسة علمية بالمركز القومى للبحوث قدرت ما ينفقه المصريون على الدجل نحو 10 مليارات جنيه سنويا، وأن ما يقرب من 300 ألف شخص يدعون علاج الأمراض النفسية والصحية وحل المشكلات الاجتماعية بتحضير الأرواح وفك الأسحار، ويمارسون أنشطتهم منذ سنوات، خاصة بالقرى... والسؤال لماذا لا يشدد القانون العقوبات على الدجالين، ولماذا لا يلتفت الإعلام إلى محاربة هذه الكارثة بدلا من التركيز على ضربة جزاء مباراة الزمالك والمقاصة؟!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف