أيمن كامل
د.سلمان العودة ويوم المرأة العالمي
في يوم المرأة العالمي .. هكذا سموه .. خرجت المرأة على التلفاز تروج لمنظف شعر أوعلكة ثمنها نصف جنية .. تتمايل وتتراقص في إعلان لا علاقة له بالمرأة ولا علاقة له بالمُنتَج .. كل ما في الأمر أنهم رأوها قطعة لحم شهي يزينون به متاجرهم .. إعلان عن سيارة ضع عليها إمرأة .. إعلان عن منشط جنسي ضع عليها إمرأة .. نعم هذة هي المرأة في عقلهم الشبقي الأوروبي .. " المرأة السلعة " الأوروبي الذي لا يعرف المرأة بعدما تبلغ الأربعين فهي عنده سلعة فقدت صلاحيتها .. لكل أنصار المرأة الحقيقية التي نعرفها أماً وأختاً وزوجة وإبنه .. ولكل مؤلف ومخرج رسم من وحي خياله المريض شخصية الرجل المتدين وعلاقته بزوجته .. أهديكم مقتطفات من رسالة الدكتور سلمان العودة (داعية سعودي يحمل الدكتوراة في الشريعة) في رثاء زوجته– رحمها الله - " حين رحلتي أدركت أني لا أستحقك .. اللهم في ضيافتك وجوارك.. السلام على روحك " "بذات اليد التي حضنتكِ بها لم تجف بعد من الثرى الذي واريته عليكِ عاجز عن غسلها .. كأن الطين الذي يحوي جسدكِ يتشكل عليها للأبد.. يقول لي كلما توسدتها لا تنس العهد .. " " أعود من ذات الطريق الذي مشيناه سوياً كان طويلاً كغيابكِ .. كل النتوءات التي أضحكتنا تحولت لحناجر .. " " أدخل البيت .. هذه هي المرة الوحيدة التي أدخله خائفاً .. أسابق الخطى لأصل لمجلسكِ " " إنني لا أرى الموت فاصلاً بيننا سأظل أسمعكِ وأظل أنتظر عشاءكِ .. لم أجرؤ لأرتب مكاناً لستِ فيه .." " إن الحكايات الجميلة لا تنتهي في غيابكِ المؤقت .. أكملي الحكاية .. يا أجمل حكاية في العمر .. " وأنا اليوم لا أعزي الدكتور سلمان العودة فقد فات أوان العزاء وأسأل الله أن يثبته ويجزيه على وفائه .. ولكنني سأعزي كل إمرأة خدعتها الآلة الإعلامية لصناعة نجمات السينما وفتيات الإعلانات .. صناعة " المرأة السلعة " التي تبدأها مشوارها بالأضواء والشهرة وتنتهي بمحاكم إثبات النسب .. وليأذن لي صاحب الرثاء الراقي في أن أنصح نفسي وكل رجل ألا ينتظر حتى يرثي زوجته أو أمه أو أحباءه .. وليتعلم الدرس مبكراً من صاحب الرسالة عليه الصلاه والسلام " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " .. فيا كل أم ربت أبناءها على القيم .. ويا كل زوجة كانت قيثارة الحب والعطاء لكل من حولها .. ويا كل فتاة تبحث عن قدوة حقيقية تحقق معها الأمن والسلام والستر في الدنيا والآخرة .. سلام علي روحك الطاهرة .. أنت أجمل وأطهر وأشرف من كل بضاعتهم المزجاة العارية الخليعة التي لا يرثيها أحد إلا وهو يرثى لها .. لا نحتفل بيومك وإنما لك كل العام وكل العمر وبعده .. فكلما توسدنا أيدينا تذكرناكِ ولن ننسَ العهد ..