الحفل الذى أقامه أوركسترا القاهرة السيمفونى هذا الأسبوع على المسرح الكبير بدار الأوبرا وتم إهدائه لروح المؤلف والقائدالموسيقى الراحل على عثمان الحاج جاء حفلا متميزا فى برنامجه وكأن قائد الحفل المايسترو احمد الصعيدى تعمد ان يكون الحفل الذى يهديه لهذا المؤلف البارع يكون على مستواه الثقافى والابداعى العالى وقد عزف الفريق مقطوعة موسيقية للدكتورعثمان بعنوان "ساعة فى بروزفيل" تعد من أعماله القصيرة والحديثة حيث كتبها فى المدينة السويسرية التى تحمل هذا الأسم والتى عاش فيها من خلال منحة دراسية قدمت له بعنوان "استضافة مؤلف" والمقطوعة تعبر عن الأصوات الذى كان يسمعها فى الصباح من اجراس الكنيسة وأصوات بعض الحيوانات والطيور واستخدم فيها السلم الخماسى ليصور به شعوره للحنين للوطن وقد كان الصعيدى موفقا لإختياره لهذه المقطوعة الجميلة وكان ناجحا أيضا فى الكلمة المعبرة والمؤثرة التى قالها باللغتين العربية والانجليز ية قبل عزف المقطوعة والتى بعدها وقف الجميع دقيقة حدادا.. باقى برنامج الحفل والذى جاء بعنوان" لمسة فرنسية "كان ذات قيمة فنية عالية ومعظمه فقراته يتم تقديمها لأول مرة منهامقطوعة بعنوان "فى وقت الحلم "للمؤلف الفرنسى المعاصر فيليب إيرسان والذى جاء خصيصا من فرنسا لحضور الحفل كما قدمت مقطوعة للمؤلف تشيمانوفسكى(1882-1937) بمناسبة الذكرى الثمانين لوفاته وكانت أغانى الحب للشيرازى من غناءالميتزو سبرانوالبولندية "كاتاريزينا كريزانوسكا " كماتضمن البرنامج أيضا "الرابسودية الأسبانية" للمؤلف موريس رافيل(1875-1937 ) أما الاضافة الجيدة فى البرنامج كان أداءعازف الكمان المصرى حسام شحاتة الذى عزف ببراعةالسيمفونية الاسبانية مصنف 21 للمؤلف اللأسبانى ادوارلالو(1823-1892)والتى تعد من اشهر ريبرتوار آلة الكمان فى الحقبة الرومانتيكية والتى يحرص عازفى الكمان على عزفها لما لها من صبغة موسيقية أسبانية وألحان جذابة تتميز بالغنائية وبها مهارات تكنيكية حرص عليها العازف المصرى المتميز وتفوق فيها وكان واضحا حفظه الجيد وفهمه لتفاصيل هذا العمل الطويل المكون من خمس حركات وكان متميزا فى عزفه خاصة بالحركة الثانيةالتى تظهر فيها رقصة الفالس وايضا فى الحركة الاخيرة التى تحتوى على مقاطع مبهرة لآلة الكمان تحتاج لعازف ماهر وعلى درجة عالية من الوعى والثقافة الموسيقية ولهذا حسام شحاته استحق عن جدارة كل التصفيق الذى حاز عليه من الجمهور .. الحفل كما سبق ان ذكرت كان جيدا فى فقراته وتخيلت ان د.على عثمان رحمه الله كان سوف يعجبه هذا البرنامج لما يملكه من نظرة نقدية نافذة.. كل التقدير للمايسترو الصعيدى على هذا الحفل الذى يعد خير إهداء لروح على عثمان اما الشكر والعرفان لرئيسة الاوبرا د.إيناس عبد الدايم صاحبة الفكرة والتى اصرت عليها..