المساء
سمير الجمل
سألوني الناس .. فابريكة "صبحي" .. وورشة "إسعاد" .. مخزن شيرين!!
** لماذا ضحكنا مع محمد صبحي وإسعاد يونس؟!.. وخرجنا بالمفيد.. وحاولنا أن نضحك مع غادة عادل وأشرف عبدالباقي وشيرين. وشلة النفسنة. وقعدة المرجلة.. فلا ضحكنا ولا خرجنا بشيء إلا الاستظراف الماسخ في أغلب الأحوال!!
* نلاحظ أن صبحي في برنامجه كان يختار لكل حلقة عنوانها. ويستفيد من قدراته الفنية في طرح الفكرة بمفهوم مسرحي. ثم يتواصل مع جمهور الحاضرين في نقاش مفيد وممتع.. بينما اختارت إسعاد أن تصالحنا علي ماضينا. وعلي أكلنا وشربنا. وحياتنا المصرية الأصيلة.. بل إنها خدمت الصناعات الغذائية والصناعية أكثر من غيرها.. وفي كل ذلك كانت بسيطة وفاهمة. وبنت بلد مائة في المائة.. تعرف كيف تحاور ضيفها بما يليق به من مفردات.. بحكم مهارتها وخبرتها وثقافتها.
والسؤال: مَن قال إن شعبنا الذي يعتبر الضحك سلاحه الاستراتيجي في كل وقت وعصر.. يكره الأنس والفرفشة. وهو الحاصل علي المركز الأول عالمياً في الرغي عبر الموبايلات. وعمل الأدمغة عبر السجائر والشيشة وباقي أصناف المزاج؟!!
شعب يستهلك بكام مليار من اللب والسوداني. بل وقد يشتري بالدولارات كاجو وفستق. وهو المأزوم اقتصادياً!!.. مزاج يا أستاذ.
المشكلة ليست في الضحك.. لكن في طريقته.. فأنت قد تضحك مع صديق في ظُرف ولُطف.. وقد تضحك عليه وتسخر منه.. في غلظة وخشونة.. وفي الآونة الأخيرة لاحظنا ارتفاع معدلات برامج الترفيه. و"السخسخة" والتي تعتمد علي فنانين وفنانات يقدمونها أو يحلون ضيوفاً علي بعضهم البعض.
الأخت أصالة تقدم لهم العصير وتشاركهم الغناء.. ثم تنزل علي شيرين في الاستوديو الذي أقامته باسمها. تسليم مفتاح. لكي تمارس حالات "تهييسها" و"لسعانها" والتي بدأتها في برنامج "ذا فويس" عندما كانت تخلع جزمتها وتمارس حركاتها التي تتجاوز نطاق الهزار المباح.. إلي المسخرة.. وهي في الاستوديو تجامل. وتفتعل. ولا نعرف ما علاقة مطربة هي بكل المقاييس الأولي صوتاً وأداءً بهذا السيرك والشو.. كأنها في طاحونة باريس الحمراء. التي ظهرت فيها نيكول كيدمان.. من خلال فيلمها الشهير؟!.. لكن الست شيرين لا حصلت بلح الغناء. ولا عنب التمثيل.. وقد بدأت تجيده في البرامج. ربما أكثر من المسلسلات.
وها هي غادة عادل. تحاول أن تقدم "شو" تمثل فيه اسكتشات كوميدية.. وتستعين فيها بنفس الوجوه التي تطل علينا من المسلسل والفيلم والإعلان وبرامج أخري عديدة ليس لها من هدف إلا رفع نسبة العبط والسماجة.. ألا يكفي قعدة النسونة أو "النفسنة". وقد خلعت بُرقُع الحياء.. وفي المقابل ظهرت لنا "قعدة رجالي" وللأسف فيها ثنائي جيد علي مستوي التمثيل: إياد نصار.. وشريف سلامة.. والأول عنده رصيد جيد. ولن يضيف له هذا الهزل إلا مبلغاً من المال. مهما كبر. فإنه يصغره ويخصم من قيمته والإعلانات المقررة عن البرنامج. تأتي بمردود عكسي. تجعل المتفرج يمل وينفر من الممثل مهما كان.. وخاصة إذا شاهده فارغاً في برنامجه. ثم رآها بعد لحظة في دور تمثيلي.. وهي الحالة التي تعاني منها ريهام سعيد.. فهي ست قادرة جداً في مسلسل.. وسيدة خير في برنامج. تجوب الشوارع. وهي تحمل علم مصر.. لكي تعلن عن نفسها هي!!
ألا يكفي أبلة زفتة "فاهيتا" والسُم الذي تقدمه في ملعقة عسل ماسخ؟!.. ثم نأتي إلي الأستاذ أشرف عبدالباقي. وقد قدمنا له التحية لأنه أتاح الفرصة لوجوه جديدة في التياترو الذي فتحه تليفزيونياً. لكن تحت بند الاستهلاك والاستسهال. واستجداء الضحك تحول المسرح إلي اسكتشات كل ما فيها يهتز. رجالي أو حريمي. بشكل زائد عن الحد والاحتمال.. بالإضافة إلي اعتماده علي الألعاب والمقالب والفوازير. وأحياناً الطبيخ لشعب يلعق لسانه. وصبره.. وكان أولي به في ليلة من لياليه التي يعيشها مع مَن كانت حياة أغلبهم كلها "ليل".. أن يشرك في حلقة رجل غلبان يخترع له جائزة.. أو ابن شهيد يضحك معه. أو مشروع جواز يساهم فيه مع ضيوفه بربع حلقة من أجورهم. وهذا هو الفارق بين ضحك يقدمه صبحي في فابريكة. لا تعرف إلا الجيد المتين الإنساني. اللطيف في كل العبوات التي تقدمها.. وهي نفس الرسالة التي تعمل بها إسعاد ورشتها. وقد كتبت عليها "صنع في مصر".
ويبلغ الغيظ والنكد مداه. وأنت تشاهد هذا البرنامج الذي تقدمه مذيعة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة وهي "كده" تلعب الملاكمة مع مطرب أفراح.. وكنت أتمني أن يخلصا علي بعضهما لكي ينتهي هذا التهريج الذي لا معني له ولا قيمة.. في ظل معناة الناس ولن نخفف عنهم بهذه التفاهة بل سنرفع درجة الحسد والحقد.. ألم يصلك قانون ملك الكوميديا إسماعيل ياسين: فيه ناس بتتعب ولا تكسبش. وناس بتكسب ولا تتعبش.. لكن تقول لمين يا نجم؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف