أريد أن أتحدث أنا وانتي.. بتلك الياء الأخيرة التي يجرمها علينا علماء اللغة.. لتصبح الكلمة مني لكي.. لا أريدها "أنت" ولا هي "لك". نعم لا ننكر انهم اختصونا بتاء تأنيث لكنهم نزعوا عنا آخر حروف الهجاء .. فصرنا بغير ياء.
حتي تلك المربوطة وفوق رأسها نقطتان عليها تحفظات. حين كنت أوقع باسمي وبجانبه رئيسة التحرير. كانت تعاد إلي وهي رئيس. وليست رئيسة. تماما كما هي المرأة مدير وليست مديرة. فأشعر مع كل امضاء انهم ربطوها ليجروها إلي بعيد. وعليها نقطتا مراقبة فاحصة.. لنبقي أنا وانتي والضحكة والقعدة ولون الفستان وكله بحساب.
المسموح له غير المقبول منك. وانظروا إلي لفظ مطلق وما يحدث حين تكوني مطلقة. رغم كل الجهد المبذول من مجالس وهيئات وجمعيات وعليهم سلوك مطلقات محترمات. يبقي تحتها خط وتحت انفه شنب والرجل لا يعيبه شئ. أما هي ومهما كانت الضغوط التي تتعرض لها في زواج.. ستسمع كان لازم تتحمل واستكمال الجملة عشان أولادها.
يحرموها من حقوقها بعد الطلاق.. ويفضلون أن تكمل مع من لا يكتمل معه مشوار حياة.
تخيلوا كم الضغوط. التي تبدأ بأهل مصممون علي زواج البنت مهما اعترضت علي عريس "نص ونص" وستسمع من القريب قبل الغريب لا يوجد رجل كامل.. "كل الشباب الآن علي هذا الوضع".. "ابقي غيريه بعد الجواز" "معلش مامته دلعته".. "الرجالة ماتوا في الحرب وهو ده الباقي". وينتهي الحوار باختاري من الموجود.. وتلبس الحلوة الفستان.
كل الأدوار
لتبدأ أصعب ضغط في معظم الأحوال.. زوج يتصور أن مهمته الوحيدة الإنفاق وحتي هذه لا ينجزها.. فعليها أن تعمل لتدعم ماديا.. وباقي السلسلة المشبوكة في بعضها صارت نمطا للحياة.. هي تستيقظ قبله لتحضير الأبناء للمدرسة.. ساندويتشات .. كي المريلة.. تمشيط شعر البنت.. كراسة وقلم.. اعادة كلمات الامتحان الشفوي. ذرات مخ أم تتناثر في المكان بين طلبات مختلفات. وعليها لملمتها لتضعها في قبلة حنان علي باب البيت أو بوابة المدرسة. وتكمل رحلة عمل يبدأها مدير يملؤه اعتقاد بأن مكانها بيتها.. ووجودها هنا جاء بواسطة.. ليظل يري انوثتها ويعمي عن عطائها.. وهي تعافر تتكلم بصوت ليس لها.. هو أكثر خشونة.. تجمع خصلاتها.. ترتدي البدلة وهي عاشقة للتايير. وعليها أن تقدم ما يقدم عشرة رجال ليتم الرضا عن وجودها علي المكتب وفي المصنع والمعمل والمستشفي. ويتفوق شغلها علي نوعها وجنسها.
وتعود من جديد لزوج يريدها في المطبخ طاهية ماهرة ويلقي في أذنها بالأمثال.. عن علاقة معدة الرجل بحبه.. ثم تتحول إلي مدرسة تفتح الواجبات وتتابعها أو الدروس الخصوصية تحكي حدوتة قبل النوم وهي تحتاج لحظة تغمض فيها الجفن. لكن الزوج يريدها الآن لوظيفة أخري السمر أمام التليفزيون "وهو فاضي ويعمل قاضي". يعلق علي كل مشهد وهي من الارهاق غائبة.. تفيق علي زعيق.. انه غاضب لعدم المشاركة وجملة "انتي مش ست".. ياعالم أنا أنفي عن نفسي تهمة الأنوثة في العمل.. وتذوب تماما في واجبات أمومة. ثم علي بتكثيفها واستحضارها بعد الذوبان.
بروفة أنوثة
كيف أكون نانسي عجرم ولم تكن هناك أي بروفات سبقت كل الموجود شخط.. وشخبطة علي انسانيتي. والردود من المذكر.. جاهزة وضعها الرجال في قوالب محفوظة.. الرجل طفل.. ليجلب بها لنفسه مزيدا من حقوق.. وهل ينقص المرأة طفلا اضافيا يحتاج رعاية. نعم قالها نزار وأمسك فيها أهل هذا الجنس الخشن.. فأنت"كما الأطفال ياحبيبي نحبه مهما أساء" لكن نسي الرجل أن آخر اساءة الطفل .. كسر مزهرية.. وليس كسر قلب. والعبث داخل عقل بخيانة وقهر وتسفيه ولا مبالاة وتهميش.. وغصب عن تلافيف المخ وشرايينه وامه الجافية والأم الحنون.. ستكملين فلا أحوال شخصية تنصف رفضك.. ولا مجتمع يضمد جرحك وحتي أولادك يفكرون بالقانون كيف ينزعونهم من حضنك.
علي الله
أقول قولي هذا بمناسبة مرور يوم المرأة العالمي 8 مارس دون نظرة أو ابتسامة.. ولا حسنة تنفع يوم القيامة.