الجمهورية
د. محمد مختار جمعة
الإيجابية الإدارية
الإيجابية ليست مجرد كلام أو شعارات. الإيجابية عمل. الايجابية اقتحام للمشكلات. الايجابية حلول بناءة. الايجابية قدرة علي التعامل مع الظروف غير الاعتيادية التي يتأخر فيها السلبيون أو يتفادونها أو ينأون بأنفسهم عن اقتحام عبابها. خشية أن يغرقوا فيه أو حتي أن يصيبهم بعض البلل أو بعض الغبار.
ولا شك ان السلبية في مجال الادارة تؤدي إلي تفشي الروتين والبيروقراطية وتراكم المشكلات حتي تستعصي أو تكاد تستعصي علي الحل. ولايكون أمام الطبيب الحاذق آنذاك الا البتر تفاديا لمفارقة الحياة.
إننا إن لم نكن تجاوزنا فيجب علي كل مسئول اداري أن يتجاوز وقبل فوات الأوان مرحلة اللاموقف. أو ترحيل المشكلات. أو تأجيلها. أو الهروب منها. أو عدم الرغبة في اقتحامها. فالمواقف السلبية تجاه المشكلات تؤذن بتفاقها وتجذيرها. واستقواء أهل الباطل أو الفساد أو الشر. واستشعارهم بأنهم فوق المحاسبة أو أكبر من المحاسبة.
إن الضربات القوية التي تم ويتم توجيهها الي بؤر الفساد علي اختلاف مستوياته قد خلخلت عقيدة الفاسدين والمفسدين والمبطلين والمرتشين والمختلسين والمزورين والمجاملين. وجعلتهم في مرمي سهام الأجهزة الرقابية والأمنية. وأظن أن بقايا المفسدين إما في مرحلة لملمة الأوراق أو انتظار المحاسبة أو أن رعبا غير عادي يملأ قلوبهم.
والذي لاشك فيه ايضا ان الحق أبلج والباطل لجلج. وأن شجرة الباطل هشة لا جذور لها. يمكن ان تذروها أخف الرياح إن هبت. بل إنها ليمكن ان تقع علي الأرض من تلقاء نفسها حتي بدون هبوب أي رياح أصلا. فتتساقط هلعا. ويكاد المريب ان يقول خذوني. غير ان الذي نؤكد عليه ان كلا منا راع ومسئول عن رعيته وعلينا ألا نقف موقف المتفرج حتي تتساقط الأقنعة من تلقاء نفسها أو يتساقط أصحابها من تلقاء أنفسهم كهشيم المحتظر. إنما علينا أن نعمل. وبكل قوة. وفي مسابقة للزمن. علي حل جميع المشكلات. كل في مجال اختصاصه وعلي قدر مسئوليته. علينا أن نتحول أو نسعي بقوة للتخلص من كل المعاني السلبية. ومن اللاموقف الي المواقف الايجابية التي تعمل علي إنهاء المشكلات والأزمات. وتقضي علي ماتبقي من بقايا البيروقراطية. واذا كانت المواقف الايجابية تتطلب إرادة وعزيمة قويتين فإن واجب الوقت لايحتمل غير ذلك. وليس لدينا أي رفاهية من الوقت يمكن ان نضيعها. كما لايسعنا أن ننتظر أي وقت آخر دون مواجهة حقيقية وحاسمة للمشكلات أيا كان لونها أو مستواها. وغدا سيسأل كل منا عن الامانة التي تولاها: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فماذا نحن مجيبون يومئذ؟. وعلي الجميع أن يدرك ان الجنة قد حفت بالمكاره. وأن النار قد حفت بالشهوات. وان للاصلاح ضريبة لابد ان تدفع. وعلينا ان نيقن بأن الله "عز وجل" لايصلح عمل المفسدين ولا يضيع أجر من أحسن عملا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف