شكرى القاضى
ذاكرة الأمة.. "الجمهورية".. المؤسسة الصحفية الرائدة
أزعم أن انتخابات نقابة الصحفيين. هي الانتخابات الأكثر نزاهة التي شهدتها علي مدار مشاركاتي في العرس الانتخابي بامتداد ثلث قرون منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي. فالعملية الانتخابية برمتها تتم من خلال متابعة دقيقة منذ اللحظة الأولي لعملية فرز الأصوات. وحتي إعلان النتيجة النهائية تحت إشراف قضائي كامل. الأمر الذي يصعب معه العبث في نتيجتها. خاصة أن مندوبي المرشحين يتابعون كل صغيرة وكبيرة تخص المرشحين المتنافسين سواء علي مقاعد العضوية أو مقعد النقيب. ولا يختلف اثنان أن العلاقات الإنسانية في الوسط الصحفي تؤثر إلي حد كبير في الدفع بعدد قليل إلي مقاعد مجلس النقابة. غير أن "الضمير الصحفي". قد يصبح ــ الفيصل ــ في انتخابات النقابة يوم الجمعة القادمة بإذن الله. وكم حرصت علي قراءة ما بين السطور في برامج المرشحين للتجديد النصفي والنقيب لتلك الدورة الانتخابية الجديدة. والتي ركزت في معظمها علي الجانب الخدمي. وفي المقدمة منه تحسين الأوضاع الاقتصادية للصحفيين. ولفت نظري بعض اقتراحات الزملاء ومنها اقتراح الزميل محمد عبدالعليم بصرف "بدل نظر". حيث تتعرض عيون الزملاء إلي الضعف الشديد ربما يؤدي إلي فقدان البصر بمرور العمر. وأيضا اقتراح الزميل محمد سعيد بتشكيل لجنة اقتصادية من بين أعضاء مجلس النقابة تقتصر مهمتها علي بحث تحسين أوضاع المؤسسات الصحفية. والعمل علي رفع الأجور وزيادة المعاشات. وباديء ذي بدء. فإن جميع من تقدموا لتلك الانتخابات يستحقون أن نرفع لهم القبعة. باستثناء الذين يشاركون من أجل إثبات الذات ليس أكثر.
وأعترف أني تأثرت للغاية ببرنامج الزميل هشام يونس. الذي خسر مقعده في الجولة السابقة بعد اللجوء إلي نظام القرعة. لكن "يونس" في برنامجه المفعم بالشجن يقول إنه تقبل النتيجة حرصاً علي وحدة الصحفيين. الأمر الذي حفزني علي محاورته للوقوف علي فحوي رسالته للجمعية العمومية. فكانت الإجابة علي طرف لسانه: "النتيجة مزورة". الأمر الذي أزعجني ودفعني دفعاً إلي كتابة تلك السطور. خاصة وأني كنت أحد شهود تلك الواقعة. فقد أسفرت عمليات الفرز في الجولة الماضية عن فوز النقابي المخضرم حاتم زكريا بفارق صوت واحد. وكان طبيعياً أن يتشكك الزميل هشام يونس في الأمر بدافع وجود الخطأ البشري من ناحية. والتمسك بوقوع مثل هذا الخطأ بالفعل من ناحية أخري. وبالفعل أعيدت عملية الفرز بين الزميلين وثبت تساويهما في عدد الأصوات. وتم اللجوء لنظام القرعة. وكأن القرعة تنحاز للنتيجة التي أسفرت عنها عملية الفرز الثاني حاتم زكريا بالمقعد. المفارقة الغريبة أني شاركت في تلك النتيجة وتسببت فيها بدون قصد. حيث نبهت صديقي الدكتور يسري عبدالعال نائب رئيس تحرير الأخبار قبل بدء عملية الإدلاء بأصواتنا أنه نسي اسم زكريا ضمن الأسماء الستة الذي وقع عليها اختياره. فإذا به يعرب عن دهشته. فقد ظن أن حاتماً لم يترشح لتلك الدورة. ومن ثم فقد ضمه إلي قائمته الانتخابية. وكانت تلك الواقعة وراء اللجوء لنظام القرعة وما ترتب عليه..!
آخر الكلام:
في مقاله الأسبوع الفائت كتب النقابي المخضرم الأستاذ محمد عبدالقدوس "حوار مع حائر" يفاخر أنه النقابي رقم "1" بامتداد تاريخ نقابة الصحفيين. حيث استمرت عضويته بمجالس النقابة المتعاقبة لأكثر من ربع قرن قبل أن يقرر التوقف عن خوض الانتخابات. والتفرغ لخدمة الزملاء بعيداً عن مقاعد المجلس. ونحن أيضا في دار التحرير للطبع والنشر. نفاخر بانتمائنا لتلك المؤسسة الصحفية العريقة. وبعظيم دورها في العمل النقابي. فهي المؤسسة الصحفية الوحيدة التي قدمت للنقابة ستة نقباء بامتداد تاريخها ما بين عامي 1954 ــ 2015. بينهم اثنان من رؤساء تحرير الجمهورية هما الأستاذان حسين فهمي. وأحمد قاسم جودة. واثنان من رؤساء مجالس إدارتها هما الأستاذان صلاح سالم وعبدالمنعم الصاوي. إضافة إلي شيخ الصحفيين الراحل أستاذنا حافظ محمود الذي تولي منصب النقيب أربع مرات. وأخيراً زميلنا النقابي المخضرم يحيي قلاش نقيب الصحفيين الحالي. والمرشح مجدداً لمنصب النقيب. لا تسألني لمن سيذهب صوتي. فالضمير المهني يحكمنا. والانتماء إلي "الجمهورية" يلزمني باختيار أربعة زملاء من بينهم واحد فقط فوق السن. وأرجو أن يكون لاستطلاع الجمعية العمومية للمؤسسة أثر إيجابي في حث الزملاء علي المشاركة في انتخابات الجمعة القادمة. والانتصار لحرية الصحافة. وكرامة الصحفيين.