الجمهورية
بسيونى الحلوانى
لوجه الله .. انتخابات الصحفيين.. والأخلاق الضائعة!!
لابد أن نعترف في شجاعة بأن الصحافة المصرية ــ قومية وخاصة وحزبية ــ فشلت فشلاً ذريعاً في رسم الصورة الأخلاقية لمهنة الصحافة واقناع القراء بمهام الصحافة الأساسية ودورها في الارتقاء بالوظيفة الإخبارية والتنوير لتكون إحدي دعائم الديمقراطية في مصر.
لابد أن نعترف في شجاعة بأننا ــ نحن الصحفيين ــ فشلنا في أن نكون قدوة للآخرين في النزاهة والشفافية والموضوعية وأصبح البعض منا يوظف قلمه والمساحة المتاحة له لتصفية حسابات مع الآخرين ومحاولة النيل منهم متخلياً عن أخلاق الفرسان ومتقمصاً رداء وطنياً زائفاً يخفي في طياته كل صور الخداع والتضليل.
لابد أن نعترف في شجاعة أن بعض أصحاب الأقلام يسيطر عليهم الهوي الشخصي عندما يكتبون ولا يدركون أنهم أمام مسئولية أخلاقية تفرض عليهم أن يكونوا موضوعيين وألا يوظفوا أقلامهم للنيل من زملاء لهم حتي ولو كانوا يختلفون معهم ولا يرون فيهم مقومات العمل النقابي وأن يتركوا زملاءهم الصحفيين ــ وهم أصحاب فكر ورأي ولهم قناعاتهم الشخصية ــ يختارون بحرية بعيداً عن المؤثرات الخارجية.
اختلف مع زملاء أعزاء وظفوا أقلامهم خلال الأيام الماضية لتشويه مسيرة الزميل يحيي قلاش نقيب الصحفيين والمرشح لفترة جديدة ومحاولة النيل منه بكلمات وأوصاف لا تتفق مع أخلاقيات وحقوق الزمالة الصحفية حتي ولو لم يحقق طموحات الصحفيين خلال فترة توليه للنقابة.. فهذه ليست أخلاق كتاب ومثقفين وقادة رأي يحاولون دائماً إقناع جماهير القراء بأنهم يرسخون ثقافة حرية الرأي والتعبير في المجتمع.
أنا لا أدري لمن يكتب هؤلاء الزملاء ولماذا يهدرون مساحات كبيرة متاحة لهم في انتخابات داخلية بين الصحفيين وعددهم لا يتجاوز العشرة آلاف والذي يشارك منهم في الانتخابات لا يتجاوز نصف هذا العدد؟ ولماذا يتم التعامل مع الصحفيين علي أنهم جماعة غوغائية يمكن التأثير علي قرارهم والتدخل في اختياراتهم ببعض المقالات الساذجة؟
الكاتب الذي يوظف قلمه للنيل من زميل له وهو مطروح للاستفتاء بين زملائه لن يحترمه القراء ولن يسير خلفه أحد. بل سيحتقره البعض وهذا ما تأكد لي عندما دخلت في مناقشة مع أستاذ جامعي خلال انتظارنا لموعد طبيب في أحد المستشفيات وقال لي "قل للأستاذ.... الذي كنت أحترمه عيب أن تكتب عن زميل لك بهذا السوء وهو مطروح للاستفتاء بين زملائه".
كتابنا الأعزاء.. كونوا علي قدر المسئولية وصدروا صورة أخلاقية لعلاقة الصحفيين ببعضهم.. واتركوا الفرصة لزملائكم للاختيار بحرية بعيداً عن النقد المغرض الذي توجهونه لبعض المرشحين وهم الآن في حالة تقييم من زملائهم.. لا تتوهموا أن كتاباتكم النقدية "تنويرية" فأنتم تدركون أن الصحفيين يسيطر عليهم العناد والتحدي وأنهم قد يتعاطفون مع مرشح توجهون إليه سهامكم فتبلون به النقابة والجماعة الصحفية لسنوات قادمة.
أنا شخصياً غير مقتنع بأداء العديد من الزملاء في مجلس نقابة الصحفيين سواء المرشحون من جديد أو الباقون لعامين قادمين ولي قناعاتي الشخصية كما أن لكل زميل قناعاته الشخصية وكل منا سيذهب إلي الصندوق لاختيار من يراه مناسباً للقيام بواجباته النقابية وخدمة زملائه خلال السنوات القادمة ولا أريد أن يؤثر في قراري واختياراتي مقال طائش أو حملة مذيع مغرض هنا أو هناك.
من هنا أناشد الزملاء الصحفيين ومنهم قامات كبيرة في الكتابة الصحفية أن يتركونا نختار بعيداً عن آرائهم وقناعاتهم الشخصية وبعيداً عن تصفية الحسابات.. أناشدهم أن يكونوا علي قدر المسئولية وأن يكونوا قدوة في النزاهة والموضوعية والأمانة الصحفية وأن يحترموا عقول وإرادة زملائهم.
لا تكونوا كالدبة التي تقتل صاحبها ولا تكتبوا لصالح مرشحين بعينهم قتنقلب الموازين لصالح منافسيهم وتجلبوا لنا مصائب أكثر في نقابة الصحفيين.
اتركونا نختار بحرية وكونوا علي قدر كبير من المسئولية ولا تهاجموا مرشحاً حتي ولو كنتم تختلفون معه ولا ترونه مناسباً لتاريخ ومقام نقابة الصحفيين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف