الجمهورية
الشيخ سعد الفقى
سيناء باقية
سيناء ليست حدوداً تعارفنا عليها وسجلتها كتب الجغرافيا والتاريخ. ليست الرمال والجبال والوديان التي تميزها وتزيدها بريقاً. إنها الماضي والحاضر والمستقبل. هي أطهر من أن يدنسها الأوغاد عبدة الشياطين وحثالة بيت المقدس والإخوان. هي أنقي بهوائها المعطر بدماء الشهداء. هي المكان والمكانة. هي مسري نبي الله عيسي في مشواره الممهد إلي قلب الكنانة. وهي مهبط التجلي. علي أرضها كان الخطاب.. إني أنا ربك فأخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوي. أراد الله ألا يسكنها الأوغاد. فهي للمخلصين المتطهرين. هم من سكنوها في الماضي. قد تمرض سيناء وقد تدخل العناية المركزة إلا أنها أبداً لا تموت. سرعان ما تقوم من غفوتها وسباتها. علي مر التاريخ والأزمان وعلي أرضها كانت المعارك والحروب المقدسة. وكانت الغلبة لأصحاب الحق. وخرج قرناء السوء مذعورين مدحورين. وقد أصابتهم الخيبة والندامة. هي أرض الشهداء الذين فاضت أرواحهم لتلحق بالنبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. هي المستقبل وأرض الفيروز ومن قال بغير ذلك ففي قلبه مرض وعلي عينه غشاوة. حفرت القناة وتوسعت إلا أنها أبداً لم تكن حائلاً للتواصل والتلاقي. بل كانت شرياناً وتاجاً يزين رمالها. برغم التضحيات برغم الألم سيناء لن تموت وستنهض. فقدر الله أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض. علي مر التاريخ كانت التضحيات.. الشهداء بالآلاف والمصابون كذلك. هناك تهوي الأنفس للشهادة وتتوق التمنيات فالكل أحرص علي اللحاق بالنبلاء. ومن النعم أن لنا جيشاً لا يهاب الموت ولا يخشي تخرصات الكذبة لذا فسيناء باقية. رغم أنف الخونة والعملاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف