المساء
محمد سراج
مصر أم الدنيا
في دول العالم خاصة أوروبا التي تتشدق ليلاً ونهاراً "بحقوق الإنسان" تراهم ينصبون الخيام للاجئين علي الحدود ولا يسمحون لهم بدخول البلاد وتجدهم في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظل الشمس الحارقة في عز الصيف.. والأمطار والصقيع إذا مر عليهم الشتاء ويقوم بتصويرهم كمنحة من المؤسسات الدولية لإغاثة اللاجئين.
.. وأحياناً أخري تراهم يقطعون الأميال لمراقبة الدول الأخري في كيفية معاملة اللاجئين ويطالبونهم بمعاملة إنسانية لهم تحت مسمي "حقوق الإنسان".
يا سادة مصر بطبيعتها وفطرتها التي فطرها الله عليها تقابل الضيف علي أنه "صاحب بيت" وتتعامل معه علي هذا الأساس وبحفاوة بالغة منذ قديم الأزل.. وأمامنا علي سبيل المثال لا الحصر منذ بداية القضية الفلسطينية نجد أسراً فلسطينية مقيمة وتمتلك المشاريع والاستثمارات ويربطهم بالعائلات المصرية نسب وصهر وشراكة والعديد من الشعوب أيضاً لا يتسع المجال لسردها.. ونتذكر منها الآن السوريين لا نحتجزهم علي الحدود في خيام مثل باقي دول العالم ولكن اندمجوا مع الشعب المصري في مشاريع وزواج وخلافه وأصبحوا ضمن نسيج الشعب وهناك قصة شهيرة انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي في ظل ارتفاع الأسعار لبعض السلع يسأل مواطن مصري صاحب محل سوري لماذا لم ترفع الأسعار مثل باقي المحلات؟ فكان رد المواطن السوري: يكفي أن مصر استقبلتني وأعطتني الفرصة للحياة والمعيشة حتي أصبحت صاحب محل كبير فجاء الدور عليّ في أن أرد الجميل لشعبها وأحقق هامش ربح بسيط تقديراً لما قدمته مصر لي وعرفاناً بالجميل لشعبها العظيم.
هذا درس لمن يسعون لرصد حالة أو ملف "حقوق الإنسان" في مصر وهم الأولي بتطبيقه في بلادهم لأنه مازالت في مصر كلمة "حرام" و"عيب" تحتل مساحة كبيرة بين أفراد الشعب بجميع طوائفه لأن الإنسان فوق كل اعتبار مهما اختلفت جنسيته أو ديانته أو رأيه.
من باب أولي فلينظر الأجانب إلي بلادهم ويغضون الطرف عما يجري في مصر من حفاوة لضيوفها لأنها أم الدنيا رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها مازالت تستقبل وتفتح حضنها للملايين من اللاجئين من دول العالم العربي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف