الأهرام
محمد أمين المصرى
كلمات .. حكاية كل وزير جديد
مكتوب على المصريين ألا يروا وزيرا يبدأ من حيث انتهى سلفه، فكل مسئول يتولى منصبه يصرح بأن الوضع فى وزارته أو منشأته صعب ويحتاج لحلول غير تقليدية، وهو اتهام مباشر لسابقيه بالتقصير وعدم جدواهم، وأنه هو الذى سيحمل لواء الإصلاح والتجديد.

لن ينصلح حالنا إذا استمر هذا الحال، واعتقد أنه ليس من المقبول أن يتفوه أى مسئول بهذا، لأنه هنا يهين سلفه أولا، ثم يمنح نفسه قدرات ليست فيه، وإلا كنا رأينا مصر عظيمة وكبيرة من زمان.

فمثلا وزير النقل الجديد الدكتور هشام عرفات، صرح بأن الوضع فى السكك الحديدية صعب ويجب أن يدرك الجميع أن تحسين أدائه يتطلب حلولا غير تقليدية. ويضيف أنه بمروره على أحد المزلقانات اكتشف أنه غير مطابق للمواصفات وأن المنازل المجاورة تحجب رؤية سائق القطار للمزلقان أو السيارات. ولو صدقنا عرفات فيجب محاكمة سلفه جلال السعيد لتقصيره فى عمله.

نعلم جميعا أن حال السكك الحديدية لا تسر عدوا ولا حبيبا، ولكن أين كان كل وزراء النقل السابقين، فكل وزير يأتى ليقول إن القطاع يحتاج لمليارات الجنيهات كى ينضبط حاله، ويذهب وزير وبعده وزير ليتدهور الوضع أكثر. ثم أين ذهبت بضعة مليارات من الجنيهات تم تخصيصها لإصلاح القطاع ما بين عامى 2007-2010، وكانت من حصيلة بيع الشبكة الثالثة للمحمول.

ويأتى وزير التموين ويستهل عمله – كما ذكرت بعض الصحف - باقتراحات تضر بالمواطن العادى الذى لا يجد قوت يومه، وأول اقتراح يكون تخفيض حصة الخبز اليومية. ونقلت مصادر بالوزارة عن الوزير أنه قرر صرف 4 سلع فقط على البطاقات التموينية، هى السكر والزيت والأرز والمكرونة، فى حين أن المجمعات الاستهلاكية التابعة للوزارة تخدع المواطنين، حيث يضطر المواطن لشراء سلع لا يحتاجها أصلا ثم يكتشف أن موظف المجمع كتب له فى الايصال أنه صرف السكر، فى حين أن المواطن لم يجد السكر أصلا فى المجمع. هذا الموقف كان وقت أزمة السكر. والذى أقصده، أن هذا يعتبر غشا وتدليسا.. ناهيك عن الخديعة الكبرى لوزارة التموين للمواطن عندما قررت استبدال المقررات التموينية بدعم مادي، وفى هذا ظلم كبير للفقراء الذين كانوا يعتمدون خلال الشهر على صرف مقررات سلعية بكميات معينة، فى حين أن الدعم المادى تقل قيمته كل يوم مع غلاء الأسعار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف