عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. ازرعوها.. قرع!
<< ليس فى العنوان أى استهانة بالحوار الدائر الآن.. ولو فى السر- عما يجب أن نزرعه فى الأرض الجديدة.. ونقصد بها مشروع المليون ونصف المليون فدان.
البعض يرى زراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية الأساسية مثل القمح لتقليل الفجوة بين الإنتاج المحلي والقمح المستورد.. بعد أن نلنا شرف أننا الدولة الأولى فى العالم الأكثر استيرادًا للقمح.. من استراليا إلى أوكرانيا وروسيا إلى فرنسا وكثيرا والأرجنتين.. والبعض يفضل الابتعاد عن زراعة الأرز بها، بسبب كثرة ما يحتاجه الأرز من مياه للري.. والبعض يفضل زراعتها بالبنجر، وهو الشمندر، الذى تعتمد عليه دول كثيرة فى الحصول على السكر، أيضًا بسب شراهة القصب للمياه.
<< ولكننى أطرح أفكارًا من خارج الصندوق.. منها مثلاً زراعة الذرة الشامية وأنواعها لسد فجوة نقص زيوت الطعام فى مصر.. وأيضًا لإنتاج الجلوكوز والدقيق والباقى يتحول إلى علف للماشية والدواجن والأسماك.. وفى الوقت نفسه نزرع فول الصويا لنفس الأسباب.. أى من أجل زيت فول الصويا ومن أجل الفول نفسه.. وزيت الصويا والصويا نفسها من أفضل الأغذية عالميًا والباقى يستخدم علفاً! نقول ذلك لأننا نستورد الآن 95% مما نحتاج من زيوت الطعام.. ولا مانع من دوار الشمس، المسمى خطأ عباد الشمس.. وهذه النباتات الثلاثة تستغل بالكامل.. ولا يهدر منها حتى العيدان.. كله مفيد.. أليس هذا أفضل من استيراد زيت النخيل وزيت الشلجم الذى يأتى من بذور اللفت.. ما دمنا لا نفكر بجدية فى استعادة عرش القطن، وبذرة القطن!
ومن خارج الصندوق أيضًا.. لماذا لا نتوسع فى زراعة محاصيل قصيرة المدة فى البقاء فى الأرض.. أى لا يتعدى عمرها.. كنبات- خمسة أشهر- ولا داعى لزراعة نباتات تقليدية حتى وإن كنا أبرع من يزرعها.
وهنا لماذا لا نهتم بالمراعي.. حقيقة مصر ليست غزيرة الأمطار.. ولكنها عاشت قرونًا عديدة مصدرة للأغنام والماعز.. وربما تكون أغنام برقة التى تجود فى شمال غرب مصر على طول الساحل من أفضل الأغنام التى تتفتح أمامها الأسواق.. وعاشت إما على كميات الأمطار القليلة أو على مياه الآبار «الهرابات» القديمة من العصور الرومانية.
<< ولا نعرف لماذا أهملنا زراعة الزيتون، رغم أنها من أطول الأشجار عمرًا والأكثر عطاء، بل إن زراعة الزيتون- بسبب زيت الزيوت- ولحم الثمار نفسها من أهم أساسيات الاقتصاد الايطالي.. واليوناني.. والاسبانى وايضا التونسى والمغربى.. وهى شجرة لا تحتاج كثيرا من الاهتمام مثل الموالح ويمكن ان تستعيد مصر مكانتها فى السوق العالمى لزيت الزيتون على الاقل لنقلل حجم ما نستورده من زيت الزيتون من هذه الدول.. ثم ننطلق لعالم التصدير. وربما تكون القوات المسلحة تملك دورا هاما هنا ولها العديد من مصانع ومعاصر زيت الزيتون، من سيناء شرقا إلى سيوة والوادى الجديد، بكل واحاته غربا.. وهو سلعة «نقدية» هامة يمكنها أن تدعم عائداتنا الدولارية.
<< وربما تكون الموالح المصرية من أهم الصادرات المصرية فى السنوات الأخيرة وهذا يدفعنا إلى التوسع فى زراعتها: برتقال بلدى وسكرى وبصرة، وجريب فروت.. وهى أيضا من أهم صادرات دول شمال إفريقيا وأيضا اسبانيا وايطاليا واليونان.
هذه وغيرها أهم ما يجب أن نزرعها فى الارض الجديدة.. وإياكم وزراعة القرع.. حتى ولو كنا أكثر شعوب الأرض حبا للب الأبيض!