الأخبار
جلال دويدار
أنا وشرف اختياري لجائزة مصطفي وعلي أمين الصحفية
في الثمانينيات من القرن الماضي شرفني أستاذي مصطفي أمين رائد الصحافة العربية ومؤسس دار أخبار اليوم مع شقيقه الراحل علي أمين. في إطار جوائز الابداع الصحفي التي تتبناها الجمعية التي تحمل اسميهما بإعطائي جائزة وشهادة تقدير للتميز والانتماء الصحفي. وفي عام ٢٠١٤ منحتني الجمعية درعها بمناسبة مئوية الراحل العظيم. وفي هذا العام ومنذ ايام تم اختياري من جانب مجلس امناء الجمعية لأرقي جوائزها وهي شخصية العام الصحفية.
هذه الجوائز وهذه الشهادات التي شرفت بتسلمها من علامة بارزة في عالم الصحافة مثل مصطفي أمين ومن الجمعية التي تحمل اسمي مصطفي وعلي أمين تساوي بالنسبة لي كل الجوائز التي يمكن أن يتمناها صحفي بدأ خطواته الاولي المهنية ومازال يمارسها في أخبار اليوم. شرف لي أنني تعلمت علي يد مثل هؤلاء الرواد العظام حرفية ومسئولية وأخلاقية هذه المهنة وفقا لأصولها الحديثة.
تعلمت من مصطفي أمين الذي كان قدوة وراعيا ومرشدا.. الالتزام بالسلوك السوي وأهمية التمسك بالتوجه الصحيح لممارسة هذه المهنة والانتماء لمبادئها وقيمها وأخلاقياتها.
كان دائما يؤكد أن لا انفصال بين الاخلاص في العمل الصحفي الذي يرتكز علي المتطلبات المهنية والوطنية بشكل عام والانتماء للمكان الذي يعمل فيه.
تواصلا مع هذه القيم الصحفية القائمة علي الفكر الخلاق فإن مصطفي وعلي أمين صاحبي ومؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية العملاقة كانا وراء الطفرة الكبيرة التي شهدتها دخول الصحفيين بشكل عام وتعميمها داخل الوسط الصحفي. يضاف الي هذا.. الاهتمام بتفريخ النجوم الصحفية الجديدة. كان من نتيجة ذلك اشتعال المنافسة بين الصحف في هذا الوقت. علي ضم الاسماء التي تبرز في عالم الصحافة والكتابة إلي صفوفها. هذا يعني أن أخبار اليوم ومن منطلق ما كان وما زال يحدث علي أرض الواقع كانت الرائدة والسّباقة في دعم هذا التوجه. ليس أدل علي هذه الحقيقة من أن كل القادة والمسئولين في الصحف المصرية منذ الستينيات كانوا من ابناء أخبار اليوم ومنهم صحيفة الاهرام أقدم الصحف اليومية المصرية.
وفي مجال الانتماء الوطني فإنه لا ينسي لمصطفي أمين الدور المشهود الذي قام به في عملية التصدي للعدوان الثلاثي الذي تعرضت له مصر عام ١٩٥٦ من جانب بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. كان للجولات الدولية التي قام بها الي انحاء العالم والمؤتمرات التي عقدها صاحب ورئيس أخبار اليوم بتكليف من الرئيس جمال عبدالناصر في عواصم العالم. في أعقاب هذا العدوان.. دور فاعل في تكتل الرأي العام العالمي ضد جرائم هذا العدوان والعمل علي انهائه. كل هذه الاجتهادات والسلوكيات من جانب هذا الاستاذ الفلتة في عالم الصحافة هي وبكل المقاييس كانت وستظل نبراسا وهديا لنا جميعا في مسيرتنا الصحفية الوطنية. هذه القيم كانت سندنا في ان نصبح جزءا من منظومة العمل في أخبار اليوم.
إيمانا بأستاذية مصطفي أمين فإن أحدا من العاملين في المجال الصحفي بدار أخبار اليوم صغيرا أو كبيرا ما كان يستطيع التخلف عن اجتماع يوم الجمعة من كل اسبوع. كانوا جميعا يستهدفون الاستفادة من النقد والمتابعة لكل الاعمال الصحفية المنشورة إلي جانب استيعاب ما كان يأتي ضمنيا من دروس وارشادات للارتفاع بمستوي العمل الصحفي.
كان مصطفي وعلي أمين يؤمنان بأن لا إجازة للصحفي في اي يوم طوال ايام الاسبوع وهو ما كان يجسده حضورهما اليومي وبدون انقطاع لممارسة مسئوليتهما الصحفية كرئيسين للعمل. كان يسعدهما القيام بدور المخبر الصحفي بحثا عن اي خبر صالح للنشر والانفراد.. كان مصطفي أمين يؤكد دائما أن تواجد الصحفي في موقع مسئولية التغطية الصحفية المكلف بها في أي موقع.. أكبر وقت ممكن ليكون إلي جانب مصادر »الأخبار»‬.. هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الانفرادات والتميزات الصحفية.
الحقيقة انني سعدت بقرار اختيار مجلس امناء الجمعية التي تحمل اسم مصطفي أمين ويتولي مسئوليتها مجموعة من ابناء أخبار اليوم باختياري لأكبر جوائز الجمعية وهي شخصية العام الصحفية.. انه التكريم الثالث لي من جانب مصطفي أمين في حياته وبعد رحيله. إن سعادتي ليست في حصولي علي مثل هذا التكريم الذي يشرف اي صحفي.. ولكن أهميته وعظمته انه يأتي من هذه الجمعية التي تحمل اسمي مصطفي أمين وعلي أمين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف