الجمهورية
مؤمن ماجد
مبارك والتاريخ
لم أكن يوماً من مؤيدي أو مريدي الرئيس حسني مبارك وكنت أعتقد دائماً ان منصب رئيس مصر أكبر من قدراته وإمكانياته لكنه ظل يشغل هذا الموقع لمدة 30 عاما ولذلك فإن اسقاطه من التاريخ ليس إهانة لشخص وإنما تزييف لتاريخ أمة.
عندما اختار السادات مبارك نائباً له كان يبحث عن شخص مطيع ينفذ الأوامر بدقة ولا يتآمر ضده وشاءت الأقدار أن يتم اغتيال السادات ويتم اختيار مبارك رئيساً لمصر وهو منصب لم يكن مستعداً له أو حتي حالماً به.
سعي مبارك في سنوات حكمه الأولي إلي المصالحة والمهادنة مع الجميع من أقصي اليسار إلي أبعد نقطة في اليمين في محاولة لإقناع نفسه واقناع الآخرين انه رئيس لكل المصريين.
اجتهد مبارك كثيراً في ارضاء الشعب في سنوات حكمه الأولي ولكن مع طول فترة حكمه وتسلل المنتفعين إلي حاشيته ومع تشعب البارعين في صناعة فرعون تصور مبارك انه الزعيم الأوحد ومرسل العناية الإلهية لإنقاذ الشعب المصري.
بدأ المنتفعون بعد ذلك في تحقيق المكاسب الشخصية علي حساب الوطن واستغلوا غيبوبة مبارك عن وقائع التاريخ فتحول غالبية الشعب إلي كتلة من الغضب والسخط.
وعندما حدثت 25 يناير لم يكن مبارك مصدقاً ان الشعب ثار ضده واعتبر المعترضين عليه جاحدين وناكرين للجميل وقال عبارته الشهيرة "أنا أو الفوضي".
كانت تلك قناعات مبارك لذلك لم يهرب وامتثل لإرادة المجلس العسكري وتنحي عن الحكم ليخرج من قصر الرئاسة إلي الزنزانة.
هل كان مبارك مجرما وأمر بقتل المتظاهرين؟ هل كان فاسداً واستغل سلطته لتكوين ثروة خرافية؟ هل تآمر علي مصر وكان عميلاً لأعداء الوطن؟ عشرات الأسئلة التي تشغل الكثيرين وستظل تشغلهم لسنوات طويلة.
المهم ان مبارك كان رئيساً لمصر لمدة 30 عاماً وإسقاطه من الحسابات ورفض ذكره في كتب التاريخ والمناهج الدراسية وإزالة اسمه من علي المنشآت ومن محطة المترو ليس إهانة لشخصه وإنما هو تزييف لتاريخ أمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف