فشلنا في الحفاظ علي وقت الناس وتركناهم يضيعونه في متاهات الدوائر الحكومية لتخليص مصالحهم باستثناء وزارة الداخلية التي نجحت نجاحا مبهرا في توفير وقت وجهد المترددين علي اداراتها.
بصراحة شديدة انا منبهر بهذا النجاح والانجاز حافظت علي وقت المواطن وخففت من تعب المرضي وذوي الاحتياجات الخاصة وفككت طلاسم ولوغارتيمات الروتين وازالت عناكب عششت في الدهاليز من عقود عديدة عرفت اقصر الطرق الي انجاز. الخدمات الجماهيرية السريعة واختصرت للمواطن خطوات كثيرة والوقوف ساعات طويلة في طوابير اطول وقصرت من الكعب الداير علي المكاتب والشبابيك والسفر للعاصمة لحل المشكلات العصية علي الحل في غيابات الجب بالاقاليم وسهلت حصول المواطن علي اي مستند او وثيقة أو شهادة وهو جالس في بيته أو من اقرب قسم شرطة او جهة شرطية له.
كان المواطن الي وقت قريب يدوخ السبخ دوخات بين المكاتب لاستخراج مستند ولايحصل عليه وربما يكون قادما من آخر الدنيا ويعود من حيث اتي مكسور الخاطر.
وزارة الداخلية أنقذت كثيراً من المواطنين من الوقوع في ورطات ومشكلات بتسهيلها استخراج الوثائق ووفرت عليهم الجهد والمال والتململ من الروتين وقضت علي البيروقراطية بميكنة كل اعمالها والاعتماد علي التكنولوجيا الحديثة.
كان المواطن لايستطيع مجرد الاستفسار عن كيفية حل مشكلته ويضطر للوقوف في طوابير طويلة ليعرف المطلوب منه ليبدأ مشواراً طويلاً يستغرق شهورا وربما "يتقصف" عمره ولاينهي مصلحته.
كل هذا انتهي الآن والي الابد في وزارة الداخلية قبل ان تصل الي الشباك تجد من يوجهك والابتسامة علي وجهه الي المكان الصحيح.
هذا النجاح اراح المواطن واراح الوزارة وخفف الي حد كبير من الضغوط الرهيبة التي كانت ملقاة علي عاتق مسئوليها.
نتطلع ان تحذو الوزارات الاخري حذو وزارة الداخلية في التعامل مع الجماهير وان تدرس تجربتها الناجحة في هذا الشأن وتطبقها اذا اردت ان تنجح في خدمة الشعب وتحقيق اهداف الخطة العامة.
اذا كانت وزارة الاستثمار وهيئتها فشلوا في انهاء متاعب ومشكلات المستثمرين المزمنة وتلبية مطالبهم الملحة في تيسير الاجراءات وتسهيل تخليص الاوراق في شباك واحد كما وعدت من عشرات السنين فلنعط المسئولية لوزارة الداخلية وهي تستطيع انجازها في غمضة عين.
هذا النجاح يوازيه نجاح علي صعيدين آخرين الاول في مواجهة الارهاب والثاني في الجانب الجنائي هذا النموذج لانجده الا في مؤسستنا العسكرية النموذج الانجح في مصر.