الأهرام
سكينة فؤاد
عن الصمود البطولى لأغلى الأرصدة
لم أتوقف عن الكتابة والدعوة للاهتمام بالملايين الذين يمثلون الأرصدة الحقيقية والظهير الشعبي والقلب الحامي لدولة 30/6. واذا كان الاهتمام بهم كان يمثل كل يوم ضرورة وواجبا وطنيا وأخلاقيا وإنسانيا فالاهتمام بهم الآن واتخاذ مايخفف عنهم يمثل فروض حياة وانقاذا واستقرارا خاصة أن توابع الأزمات الاقتصادية والإجراءات القاسية التي قيل إن اتخاذها كان ضرورة وقع النصيب الأكبر والأقسي عليهم، بينما تحاول الأذرع والذيول التي زرعتها الجماعة في جميع مفاصل ومؤسسات الدولة قبل وأثناء عام حكمهم التعس أن تخرج من جحورها وترفع رءوسها الآن، سواء المتوافر منهم داخل مصر والموجه والممول إقليميا ودوليا لاستغلال الأزمات الداخلية لمضاعفة أرصدة الألم والغضب وإشعال النيران التي توالي فشلهم في إشعالها رغم كل ما ارتكبوا من جرائم منذ قام المصريون بثورتهم في 25 يناير ثم خرجوا واستردوها منهم في 30/6.. كل أزمة ينفخ فيها ويسكب عليها البنزين وتشعل فيها نيران الفتن والأكاذيب والتشكيك والتهوين وينضم إليهم وتتحالف معهم جيوش الفاسدين والمفسدين والمروعين من الحرب التي تشنها الأجهزة الرقابية عليهم تتقدمها الرقابة الادارية والنيابة الادارية والجهاز المركزي للمحاسبات مع تحية لجهودهم الجادة في مطاردة فساد تجاوز كل ماتصورنا.. فساد أقام عليه النظام الأسبق «البريء جدا»! أركان حكمه..!! وللأسف ان هذه المخططات الشيطانية والخلايا النائمة والقائمة في مقدمة مايدعمها غياب أدوار مسئولة ومهمات مطلوبة للسلطة التنفيذية وفي مقدمتها الرعاية والدعم والتخفيف عن الملايين الذين يمثلون خطة الدفاع الأول وملح الأرض الحافظ للحياة في مصر عبر تاريخها الطويل والعميق.. الحفاظ والأمناء من المصريين الذين لم يسرقوا وينهبوا أو يتربحوا من ثروات وكنوز بلادهم.. والذين يكتوون وحدهم بنيران الإجراءات التي اتخذت ودون أن يروا حتي الآن مؤشرات لأفضل قادم أو تدار حوارات لاتتوقف معهم وتقدم لهم قراءات ومعلومات تجب تساؤلات كثيرة لاتجد لها إجابات وتستدعي ثقتهم واطمئنانهم.يستوقفني كثيرون لاينسون أني كنت داخل المشهد التاريخي يوم 3/7 يسألونني هل يدري أهل الحكم أو لايدرون بما وصلت اليه أحوال الجموع والملايين من ظروف بالغة القسوة انحدرت بمستويات المعيشة إلي ماتحت الآدمية.. ولا أحتاج من يسألني فأنا أسمع أنينا صامتا قادما من تحت طبقات صبر وعزة وكرامة وحب لبلدهم واستعداد لاحتمال المستحيل حتي تعبر إلي الأمان والاستقرار وتظل كريمة وعزيزة.. يسألون ويتحدثون ويتوجعون للقمة العيش لا لرفاهيات أو كماليات أو تطلع لاسمح الله الي مايسمعون ويشاهدون من مستويات معيشة وثراء وانفاق ينافس أغني المجتمعات واكثرها ثراء ورفاهة في مستويات المعيشة!! المثال الأقرب ادارة الازمات دون إدراك لمقتضيات المشهد السياسي ماحدث في توزيع رغيف العيش وماتكشف من فساد متجذر في نظام البطاقات، وماطال الحديث عنه ودون اتخاذ اجراءات عاجلة وفعلية لتصحيح المنظومة وتنقية البطاقات وذهاب الدعم لمستحقيه وبما يمنع مواصلة الفسدة من أصحاب المخابز من موظفى التموين الإتجار بالمواطن ولقمة عيشه وحرمانه من الدعم ومنع ذهابه إلى غير مستحقيه بالفعل وبما كان يقتضى اجراءات تصحيح منظومة توزيع الخبر بأكملها فى إطار مشروع متكامل تصورت ان وزير التموين د.على المصيلحى جاء فوق أجنحته. وقبل أزمة الخبر انفجرت أزمة لا تقل أهمية ومازالت جموع المواطنين تعانى آثارها أقصد ازمة الدواء التى وقفت وراءها وزارة الصحة وارتفعت أسعار اكثر من 3000 دواء، ولم يفهم المواطن لماذا توقفت مصانع الدواء عن الانتاج والى أين سيقود تذبذب أسعار العملة وهل سيؤدى الصعود الجديد الى ارتفاعات جديدة، هذا التذبذب الذى يراه رؤساء بنوك أمرا طبيعيا وتراه جموع المواطنين أمرا كارثيا..!!هذا الاداء السياسى الفاقد لإدراك متطلبات وفروض المشهد الوطنى خاصة بالنسبة للملايين الذين يمثلون الأرصدة الحقيقية لصمود واستقرار الدولة لا يقل عنها ضررا وتأثيرا سلبيا غياب دور نواب الشعب عن تناول القضايا السياسية والمصيرية التى تدعم وتحمى حقوق الأرصدة والظهير الشعبى بدلا من الانشغال بالدفاع عن النفس وعدم إدراك ان خير دفاع يقدمونه هو ما يثبت ان المجلس وقراراته ظهير لجموع الشعب الذى يمثلونه والذين تم اختيارهم لتكون هذه مهمتهم الأولى.. اين نواب الشعب من القوانين التى تشرعن وتدلل الفساد والتى تفسر استقواء ولا مبالاة الفاسدين ومن تأكد احترام الحريات التى نص عليها الدستور، وفى مقدمتها حرية الكلمة والتعبير والنقد وكل ما لايخشاه من يحسون أنهم أدوا بامانة وكفاءة ما عليهم من مسئوليات!!

{ المحافظون ـ أين هم من ازمات المواطنين وتراجع وانهيار مستويات المعيشة والخدمات وسائر موروث عشرات السنين من حكم النظام الأسبق ومن السنوات التى اعقبت الثورة التى يبدو ما حدث فيها من اعتداء على كل شىء فى مصر.. القوانين والاراضى الزراعية والآثار بكل ما سمح من بناء على أخصب أراضينا وزراعة للارهاب وفوضى وسلاح ومخدرات كأن مصر بجميع محافظاتها أخليت تماما من أى سلطة مسئولة؟! اين المحافظون والادارة المحلية مما تقدمه برامج كثيرة تحولت الى مهرجانات يومية للألم والوجع الانسانى وتوسل الانقاذ! وتكشف عن غياب أداء مسئول ورعاية للملايين الاكثر احتياجا لرصد معاناتهم والمبادرة بالحلول لمشكلاتهم. الحلول الجذرية والجادة يجب ان توفرها خطط وعمل مؤسسى يصل بالانقاذ الى جميع من يحتاجون اليه لا من يسعده الحظ ويظهر فى برنامج! أو يعرض مأساته موقع من المواقع!!

فور تولى د.هشام الشريف لوزارة التنمية المحلية أسعدنى ما قرأته عن إعداد أول خريطة اجتماعية كبرى لمحافظات مصر وتمنيت ان تتضمن مسحا شاملا لأدق تفاصيل الحياة فى جميع المجتمعات السكانية وقراءة لادق التفاصيل الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والصحية والتعليمية والثروات البشرية والطبيعية والمشكلات والاحتياجات وبما يسمح بقراءة جديدة علمية دقيقة لمكونات واحتياجات أرصدة مصر من البشر.. ولا أعرف ماذا تم بشأن هذه الخريطة حتى الآن، وأرجو ان تساعد على اقتراب حقيقى من الملايين الذين مازالوا يمثلون القلب الحامى لبلادهم رغم عظم معاناتهم والتى تضاعفت بآثار الأزمات والاجراءات الاقتصادية ـ وألا يكون فى الطريق اليهم إلا مايدعم الثقة والأمل الذى قدموا من أجله ومازالوا يقدمون أعز ابنائهم من مدنيين وجيش وشرطة وببسالة يقاومون ماحملوا من أعباء فوق المتوافر من آلام وتضحيات.. ومن سياسات لا تدرك مقتضيات وفروض إدارة الأزمات ومن مخططات آثمة لجميع من يختصمون ثورته واستقراره واسترداد استحقاقاته الأصيلة والمبدئية فى بلاده.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف