كان خروج عدة آلاف من الناس إلى الشوارع فى 6 محافظات للبحث عن رغيف الخبز وقطع الطرق وتعطيل المواصلات عفويا من السواد الأعظم منهم، لكن حاول أهل السوء استغلال تلك الأزمة ضد الدولة، وصدروا بعضا من أسر الإرهابيين فى مقدمة المشهد، وهم يهتفون ضد القوات المسلحة والأمن وصولا الى الرئيس، وهذا ما ركزت عليه قنوات ومواقع أبواق الإرهاب وفى مقدمتها شبكة دويلة قطر الداعمة والممولة للإرهاب، لكن من خرجوا للبحث عن العيش رفضوا الانسياق وراء شرذمة تحاول أن تستغل أى موقف لمصلحتها، ووقف هؤلاء ضد بعض الموتورين وكشفوا حيلتهم.
رغم ان القرار الذى أصدره الدكتور على المصيلحى وزير التموين هدفه محاربة الفساد والمفسدين ومن يتاجرون بقوت البسطاء حتى يصل الدعم لهم، ولا يذهب إلى جيوب حفنة من مصاصى دماء الشعب من أباطرة فى بعض المخابز ووزارة التموين والمطاحن ومنظومة الكروت الذكية، وهذه هى المنظومة التى أهدرت مليارات من الجنيهات على الدولة ولم يستفد منها المواطن الذى يتم دعم رغيف الخبز يوميا بنحو 180 مليون جنيه ليصل الرغيف لحاملى البطاقات من غير القادرين بخمسة قروش فقط.
وكان يجب أن يخرج وزير التموين قبل البدء فى أى إجراءات ليشرح للرأى العام ما سيقوم به والأسباب التى دفعته لذلك الآن والوضع الحقيقى لمنظومة دعم رغيف الخبز ولماذا لم يحصل ملايين المصريين على هذا الدعم، ربما كان الشرح والتوضيح سيريح الناس ويعرفهم أن القرار فى صالحهم وضد منظومة الفساد فقط ولن يتأثر بها أى مواطن من أصحاب الحق فى الدعم، وقد استغل البعض هذا القرار فى إغلاق مخابز، وتخفيض الكمية المقررة لكل فرد وهو ما سبب تجمع عدة آلاف فى الشوارع من المتضررين، وهو ما أطلق عليه نافخو الكير (انتفاضة الخبز) ليعيدوا لنا ذكرى 18 و19 يناير 1977 والتى أطلق عليها الرئيس السادات انتفاضة الحرامية.
لكن الفارق كبير بين التاريخين اللذين توهم من يضمرون الشر للوطن الربط بينهما على أمل أن يتحقق مبتغاهم فى الحرق والتدمير لينفذوا من هذا الحدث لإعادة عقارب الساعة للوراء، فطنة وصلابة المصريين كانت أقوى للسير وراء شعارات الغوغاء، فالمؤكد الهدف هو مواجهة أباطرة الفساد الذين كانوا سببا فى ضياع 27 مليار جنيه خلال 3 سنوات فقط من تطبيق المنظومة.