أنا مع د.علي مصيلحي وزير التموين في حربه علي الكروت الذهبية التي يحملها أصحاب المخابز علي ذمة منظومة الخبز.. وأنه تكية لنهب أموال الدعم من المواطنين ليدخل إلي جيوب القائمين علي المخابز!!
وأنه لا توجد أي رقابة حقيقية لضمان وصول أرغفة الخبز التي يتيحها الكارت الذهبي لكل صاحب مخبز إلي أصحابها ممن يحملون بطاقات ورقية أو المغتربين الذين تقتضي مصالحهم التواجد في نطاق هذه المخابز لكنهم لا يحملون بطاقات تتيح لهم الحصول علي الخبز!!
أنا معه في ضرورة مراجعة وضبط الإيقاع لهذه الكروت الذهبية التي تتيح لأصحابها تكوين ثروات طائلة من أموال الدعم.. وكثيراً ما تحدث معي زميلي وصديقي علي فاروق مدير التحرير ومسئول المتابعة لأخبار وموضوعات وزارة التموين علي مدي أكثر من 33 عاماً.. أن هذه الوسيلة تكبد الدولة خسائر بمليارات الجنيهات سنوياً.. وأنها ضاعفت الأعباء ولم تخفضها كما كان يروج لذلك وزير التموين الأسبق د.خالد حنفي!!
لذلك فإن مراجعة المنظومة في هذه الجزئية الخطيرة كان واجباً ولا خلاف عليه.. لكن المشكلة في الأسلوب الذي اتبعه الوزير "مصيلحي" وهو برلماني مخضرم.. وكان وزيراً سابقاً للتموين!!
اعتمد الوزير علي أسلوب الصدمة في علاج مشكلة الكروت الذهبية لأصحاب المخابز والذين استغلوا الفرصة لتهييج الناس مدعين أن الوزارة والدولة تراجعتا عن الدعم للخبز ونظام توزيعه بالبطاقات!!
اشتعل الشارع وهاج.. وما كان يجب علي الوزير أن يفعل ذلك دون توعية وشرح للمواطنين عما يحدث في المخابز وعلي أرض الواقع ومن بعض أصحابها.. ومن ضياع أموال الدعم المخصصة للغلابة ودخولها جيوب من لا يستحقون!!
أيضاً كان يجب أن يعالج الثغرات التي يتحجج بها من يحملون الكروت الذهبية حتي لا تتوه الحقائق وتنتشر الشائعات وبأنهم يصرفون الخبز لمن يحملون بطاقات ورقية وليس لديهم بطاقات ذكية.. أو للمغتربين حتي يمكن تلافي كل المشاكل المفتعلة أو الألغام التي يريد أصحاب المصالح غرسها أمام الإصلاح المطلوب.. وحتي لا نسكب النار علي البنزين بدعوي أن الحكومة ليست في صف الفقراء أو من يحتاجون الدعم!!
علاج أخطاء المنظومة يا معالي الوزير والتي يجري تطبيقها منذ عدة سنوات لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها وبجرة قلم وعلي النحو الذي تم إعلانه فجأة ودون تمهيد أو دراسة للعواقب وردود الأفعال أو سد للثغرات المتوقعة.. ولكن بدراسة موضوعية للمشكلة وأبعادها من كافة الزوايا لقطع الطريق علي الصائدين في الماء من أصحاب النفوس الضعيفة والذين يعملون لحسابهم مما يتسبب في ضياع المليارات من أموال الدعم ــ كما قلت وقال الوزير ــ ليصبحوا مليونيرات علي حساب الدولة والفقراء والمحتاجين.
إنها رسالة ودرس لكل وزير في الحكومة أن يعتمد علي الشفافية وإطلاع المواطنين بحقيقة الأوضاع.. وأن يتم العلاج بأسلوب علمي بعيداً عن الهوجائية أو عشوائية القرارات.. فهل نفعل؟!
أتمني.. في المرات القادمة.