عبد الرحمن فهمى
لماذا لا تذاع حفلات عبدالوهاب؟!!
* في هذه الظروف الاستثنائية التي نمر بها.. وسط هذه العكوسات والمنغصات والمشاكل اليومية والدائمة.. أتحدي لو كان هناك بيت لا يعاني من مشكلة واحدة علي الأقل في هذه الأيام.. لا تقول لي: "هذه هي الحياة.. يوم حلو. ويوم مُر".. نعم.. ولكن أحياناً في ظروف معينة تكون الأيام كلها مر!!!... قد تكون لفترة محددة. وقد تطول الفترة.
نتمني طبعاً أن تظهر الشمس لينجلي الموقف وتزول هذه الظروف في أقرب وقت.. لذا ناشدت في أكثر من عمود في هذا المكان وفي صحف أخري.. ناشدت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. أن تقوم بدورها في تخفيف المعاناة عن هذا الشعب الطيب المؤمن الصابر المكافح.. الشعب الذي قرر أن يجوع ليأكل الأحفاد.. قرر أن يستغني عن كل أنواع الرفاهية والترفيه والكماليات من أجل أن نبني ونشيد ونصنع ما كان يجب أن يحدث من ستين سنة مضت قضيناها في حروب ونكسات وسجون ومعتقلات.. تعالوا ــ نحن وسائل الإعلام ــ أن نقوم بدورنا في مساعدة الشعب علي تحمل كل هذه الأعباء بالفن في أعلي صورة وبأجمل أغانيه وموسيقاه.
* * *
* قولوا لي: لماذا لا يبث التليفزيون حفلات الرائع المبدع محمد عبدالوهاب. التي أقيمت في معهد الموسيقي العربية؟!.. لماذا لا يستمتع التسعون مليوناً من البشر الكادح التعبان العابس الصامت الصامد. يستمتع وهو في منزله بهذه الحفلات ــ ولو مسجلة ــ بعد يوم أو يومين من الحفل؟!.. قولوا لنا: لماذا لا تذاع هذه الحفلات بعد الإعلان عنها في الصحف وعلي الشاشات أيضاً أكثر من مرة ــ الشعب الذي فوجئ يوماً بأن المخبز خال من العيش!!.. بدلاً من أن يجلس الأولاد والبنات الصغار في المساء بجوار الحلة المليئة بالحصي فوق وابور الجاز. فليجلسوا حول التليفزيون ليدخل النغم والكلمات في الأذن. متوجهاً إلي القلب والوجدان.. رب البيت الذي خرج من محل البقالة ولا أقول السوبر ماركت وهو يمسح دموعه في صمت.. لم يستطع شراء الضروريات لمنزله.. ماذا لو قمنا بواجبنا وأذعنا له ولغيره إحدي حفلات عبدالوهاب الأخيرة.. نعم الغناء والموسيقي لن تغني عن الطعام.. أيضاً العزاء لا يعيد المتوفي . ولكن مجرد تخفيف الآلام!!!
* * *
ثم قصور الثقافة في المحافظات.. ماذا لو عرضت الأفلام التي نقرأ عنها في الصحف.. المنتج من حقه العرض في الدور الكبري في العواصم الكبري.. ولكن طول عمرنا كان هناك ما يسمونه "العرض الثاني والثالث".. في دور السينما بالأرياف وسينمات الدرجة الثانية في بعض الأحياء.. ماذا لو عرض المنتج أفلامه في قصور الثقافة بقروش لتري العائلات في الأرياف الأفلام الحديثة.. المنتج سيكسب الكثير. وأهل الريف سيشعرون بأنهم لا يقلون عن أبناء البندر.. وهذا يكفيني.. هذا الشعور فقط له معني وأثر بالدنيا كلها.
* * *