سعيد عبدالسلام
حنفي .. تنزل المرَّادي!!!
يعيد التاريخ نفسه بعد مرور 60 عاماً بالتمام والكمال. عندما عاد فيلم "ابن حميدو" في الوسط الرياضي!!.. صحيح تألق الراحلون عبدالفتاح القصري وإسماعيل ياسين. وأحمد رمزي وهند رستم وزينات صدقي وتوفيق الدقن.. وحتي أم حميدة زوجة المعلم حنفي. التي لعبت دوراً مهماً أكدت من خلاله سطوة المرأة وقدرتها علي كبح جماح الرجل.. فعندما كان عبدالفتاح القصري ينتفض لاتخاذ قرارات عنترية كانت أم حميدة "تلجمه" بكلمة "حنفي". ونظرة قوية وعنيفة.. فلا يجد مفراً سوي القول: "المرة دي تنزل.. لكن المرة الجاية لا يمكن أبداً".. وفي كل مرة تستخدم أم حميد هذا السلاح. حتي انتفض عبدالفتاح القصري في الآخر وفاض به وضربها بالكف علي "وشها" "فزغردت" أم حميدة. بعد أن فاق زوجها وعرف يشكمها!!
** وفي الوسط الرياضي رزقنا الله بابن حميدو. الذي اتخذ حتي الآن حوالي 18 قراراً. ولم يطبق منه واحداً. لأن أم حميدة نظرت له شذراً وبقوة.. حتي قراره الأخير جاء عن طريق التصويت.. والكل يترقب الأيام حتي نهاية مارس لمعرفة نهاية الفيلم!!.. وهل سيدخل حنفي الجحت أم سيضرب أم حميدة. ويشعل الدنيا ناراً؟!!
** الشارع الرياضي ليس في حاجة لقصري جديد. أو ابن حميدو آخر. لأن البلد في حالة حرب فعلية.. صحيح أخذت الدولة علي عاتقها ألا تشعرنا بها. وكل يوم نري دماء الشهداء والمصابين تنزف علي أرض الفيروز بفعل الجماعات المارقة والإرهابية والخارجة علي القانون.. لكن نهايتهم اقتربت.. وخلال شهور قليلة سيتم الإعلان عن سيناء خالية من الإرهاب. وليذهب هؤلاء إلي الجحيم.
** إن المؤسسات الرياضية في الدولة خاصة القطبين الأهلي والزمالك. يدخلون تحت منظومة الأمن القومي وبالتالي يجب أن يعي المسئولون عن هذه المؤسسات الوضع الذي تعيشه الدولة ويساهمون في رأب الصدع. قد يحدث بدلاً من سكب البنزين وإشعال الحرائق.
فحنفي إياه يرتع يميناً وشمالاً دون أن يجد رادعاً لدرجة أن البعض يوهمونه بأنه يفعل الشيء الصحيح. فيما يري الكثيرون أن ما يحدث ما هو إلا مهزلة رياضية وأخلاقية. يجب أن تتوقف!!
** وشخصياً أتوقع أن الأمور لن تستمر كثيراً هكذا وسوف يتم تصحيح الأوضاع حتي تعود الأندية إلي أداء رسالتها ويعود الهدوء إلي الشارع الرياضي بعيداً عن الضوضاء والأصوات العالية. والخروج علي النص. الذي تعيشه مصر منذ ثورة الخريف العربي. التي أصابت الأخلاق المصرية بمرض ندعو الله أن يشفينا منه!!
.. والله من وراء القصد.