أحمد جلال
أجراس الخطر تحاصر شوبير وشلبى.. والبدرى ( خائن تحت الطلب )
خسر حسام البدرى كثيرًا، بموقفه المؤسف أمام عرض النادى الأهلى لتدريب فريقه خلفًا للفاشل جاريدو، وخسر محمود طاهر رئيس الأهلى مجددًا، فى اختبار احترام تعاقدات الآخرين، فما بالنا والآخر هنا هو منتخب مصر الأولمبى، الذى يستعد لتصفيات دورة الألعاب الأولمبية فى ريو دى جانيرو، ويبدأ أول لقاء بعد أقل من شهرين.
البدرى سال لعابه للأهلى، مثلما سال لعابه للمنتخب الأول، ونسى أنه يقود منتخبًا له الأولوية فى الفترة المقبلة.. ولولا أن الإعلام المصرى شن حملة ضارية، وسط خنوع اتحاد الكرة، واستكانة بعض أعضائه لطلب رئيس الأهلى غير المسئول التعاقد مع المدير الفنى للمنتخب الأولمبى، لاكتملت أركان الجريمة الكروية.
البدرى أصدر بيانًا حاول أن يوهمنا من خلاله أنه تمسك بالمنتخب الأولمبى، لأن اتحاد الكرة تمسك به، رغم المرتب «الفظيع» الذى عرضه عليه محمود طاهر، إلا أن الحقيقة تشير إلى أن تعيين الرجل فى الأهلى كان بمثابة إعلان لحرب الكراهية ضده من جمهور القلعة الحمراء، ومن جماهير الأندية الأخرى، خاصة أنه سبق أن ترك مسئولية الأهلى، بسبب ما وصفه بقلة التقدير المالى، وتعاقد مع أهلى طرابلس الليبى، إضافة إلى أن رحيله للأهلى كان يعنى أن يتكبد هو أو من أغراه للرحيل، قيمة الشرط الجزائى، البالغ مليون جنيه.. والحقيقة أيضًا أن البدرى يتعامل مع المنتخب الأولمبى على أنه مجرد «مطية» للمنتخب الأول، فى انتظار إخفاق كوبر، مثلما كان يتأهب لتنصيبه مديرًا فنيًا للمنتخب الأول، بعد رحيل شوقى غريب.
والحقيقة أيضا أن هذا المدرب لم يعد يستحق مكانه، ورغم ما يملكه الجيل الذى بين يديه من مهارات، إلا أنه ربما يؤدى بطموحاته المعكوسة، التى يفضل من خلالها النادى الأهلى على منتخب بلاده، إلى عدم التأهل للأولمبياد، لأنه ببساطة صنف نفسه «خائنًا تحت الطلب»، و لم يعد أهلًا للثقة التى أولاها له اتحاد الكرة، أو بالأحرى أولاها إياه طاهر أبو زيد وزير الرياضة السابق، فى صفقة هزلية، مع هانى أبو ريدة الحاكم بأمره فى الجبلاية، وافق خلالها مجلس اتحاد الكرة، على تعيين شوقى غريب «بالإجماع»، مديرًا فنيًا للمنتخب الأول، مقابل تعيين حسام البدرى «بالإجماع» أيضًا مديرًا فنيًا للمنتخب الأولمبى!!
>> جميل أن يعود مدحت شلبى عبر قناة «TEN»، ورائع أن يستمر أحمد شوبير، من دون توقف -على حد قوله- عبر قناة «صدى البلد»، بعد أن تم إغلاق قناة «cbc2»، لكن المؤسف أن كليهما لا يريد أن يفهم أن لغة الخطاب الإعلامى التى يستخدمها انتهت، وأن المحاضرة التى تستمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة، وتسمى زورًا وبهتانًا «إنترو»، لم يعد لها محل من الإعراب، فى عصر ينتظر فيه المشاهد المعلومة، ولا ينتظر الوصايا اليومية التى يظن كلاهما أنه يفرضها على المشاهد،الذى أصابه الملل، ولجأ فى أحيان كثيرة إلى الريموت، السلاح الذى أزاح كليهما من قنوات كانا يظنان أنهما يفرضان سطوتهما عليها.
إمبراطورية الإعلام الرياضى فى مصر تتغير، شأنها فى ذلك شأن كل البرامج السياسية وبرامج «توك شو»، فى ظل تحولات متلاحقة، صنعتها ثورتان، وتغير فيها نظام الحكم 4 مرات فى أقل من 5 سنوات، ومن يظن أنه محرك الأحداث، وصانع الرأى العام عبر منبره، لمجرد أنه «النجم الذى كان»، أو صاحب «طلة» وسيمة، ودم خفيف، سينتهى به المطاف، إلى ذاكرة النسيان، لأن الحياة لا تتوقف عند أعتاب مقدم برامج أيًا كان اسمه، وأيًا كانت شهرته.. راجعوا التاريخ القريب جدًا.. واسألوا أنفسكم: أين هو باسم يوسف الذى كانت مصر كلها تنتظره.. وهل قامت ثورة من أجل أن يعود للشاشة من جديد؟!