الخطوة الجريئة التى اقدمت عليها محافظة القاهرة بشراء القمامة من المواطنين تعد تجربة هي الأولى من نوعها بالعاصمة ، وان سبقتها محافظة الفيوم فى ذلك الا اننى ولاول مرة اشعر ان الجهاز التنفيذى فى مصر يحسن ادارة ازمة وليست اى ازمة انها ازمة نظافة بلد بحجم مصر كانت سابقا عنوانا للنظافة ولكن مع الاسف اصبحت مقلبا للقمامة بسبب عدم كفاءة القائمين عليها ومواطنيها ايضا وفشلهم فى ادارة ما يلحق بها من ازمات
التجربة جديرة بأن نتوقف عندها كثيرا وليس قليلا لان مميزاتها متعددة أولاها انها ستطبق على حى مصر الجديدة وسيكون هناك منفذىن لشراء المخلفات الصلبة من المواطنين بشارع أسوان بحي مصر الجديدة والآخر بميدان ابن سندر
ويظهر هنا كالعادة الدور المحترم لمنظمات المجتمع المدنى التى تمثل الضلع الثالث فى مثلث التنمية بمصر الى جانب الحكومة والقطاع الخاص حيث أن الأكشاك أنشئت بجهود المجتمع المدني من خلال التبرعات،علاوة على أن هناك متعهدين سيقومون بجمع القمامة لإعادة تدويرها من خلال تلك المنافذ، وهو ما يعد بادرة خير اذا ربما نصبح يوما نجد شوارعنا نظيفة من الزبالة التى اصابات المواطنيين بالامراض وثانيتها ان محافظ القاهرة اتفق مع رئيس هيئة النظافة لتخصيص سيارات لشراء القمامة من المحلات
الفكرة فى حد ذاتها طرحت سابقا لكن جرأة التنفيذ على ارض الواقع هو الجديد الذى تستحق عليه المحافطة التقدير ولسوف يكون عندما تنجح التجربة وتعمم على كل احياء المحافظة الكبيرة التى عانت سنوات طوال من الاهمال وانتشار القمامة فى كل ركن فيها سواءداخل حى راقى او عشوائى . والاجمل فى التجربة ان المحافظة سوف تشترى القمامة من المواطنيين بفلوس وهو ما لم نتعوده من قبل وان صح ذلك فسوف نجد كل سيدات مصر يقبلن على تنفيذ الفكرة بجدارة بل ويتنافسن عليها لانها تدر عليهن دخلا اضافيا
ومن هنا فأن فكرة شراء المخلفات الصلبة من المواطنين والتى ستساهم بدرجة فعالة في الحفاظ علي نظافة شوارع العاصمة بالإضافة الي تشجيع المواطن في منزله علي فصل القمامة من المنبع لاحتفاظه بالمواد الصلبة ذات القيمة والتي يمكن الاستفادة منها من خلال البيع فى حاجة ملحة التى التوعية والاعلام واتمنى ان يسترد الاعلام هنا دوره الحقيقى فى بناء الوعى ، فالفكرة لو نجحت سوف تعيد لبلادنا مجدها اولها نظافتها وارى ان للهيئة العامة للاستعلامات دورا كبيرا فى نشر هذه التوعية خاصة وان قطاع الاعلام الداخلى بها الذى يضم 96 مركزا للنيل والاعلام منتشرة على مستوى الجمهورية سوف يؤتى الثمار المرجوة لانه الاقدر على التواصل المباشر مع المواطنيين وتوعيتهم بأهمية تنفيذ الفكرة التى ستحقق طفرة كبيرة في مجال النظافة حال نجاحها الي جانب جدواها الاقتصادية الكبيرة نظراً لحاجة مصانع اعادة التدوير التي لا تجد إلا 25% من احتياجاتها لتلك المخلفات ، وتوفير فرص عمل للشباب الذين ستستعين بهم الجمعيات الاهلية ولا مانع من نشر الفكرة فى القنوات الفضائية والمدارس والمستشفيات والجامعات وبرامج الطبخ والاستعانة بائمة المساجد ورجال الدين المسيحى فى التوعية
ويبدوا ان الفكرة هذه المرة درست جيدا لدرجة ان المحافظة ستسيير اربع سيارات في حيي النزهة ومصر الجديدة بواقع سيارتين في كل حي بالمناطق الاكثر ازدحاماً بالمحلات التجارية والأكشاك لشراء القمامة للتيسير علي المواطنين الذين لا يستطيعون الذهاب للمنفذين الثابتين –يعنى مافيش حجة – والامر جد هذه المرة بحسب قول المحافظ " بدل مايجو لحد الكشك إحنا هنروحلهم لحد عندهم " واة لو استمرت التجربة وصبرنا لمدة سنة واحدة فستطهر شوارع العاصمة بالكامل من القمامة اذ ربما يضرب الحظ معنا ونصبح الصبح نلاقى انفسنا نصدرالزبالة للخارج ونجيب عملة صعبة تنعش اقتصاد بلادنا ......قولوا أمين لكن اتوسل اليكم ان لاتدعوا ان يكثّر زبالتنا ، فهى كثيرة بما فيه الكفاية لكن ندعوا الله ان يوفقنا الى حسن استغلالها--- احسنت محافظة القاهرة وقبلك الفيوم فالموضع جد والنظافة عنوان أى بلد محترم !