التباين الكبير فى آراء خبراء الآثار حول الطريقة التى تم بها انتشال تمثال رمسيس الثانى بحى المطرية كان أمرا غريبا ويطرح تساؤلات مؤلمة .
حيث هاجم عدد غير قليل من أساتذة الآثار والخبراء عملية الانتشال ووجهوا اتهامات خطيرة لفريق البحث واعتراضا على ما وصفوه بالجريمة فى استخدام آلات الحفر والرفع بالشكل الذى تمت به .
فى المقابل دافع علماء وخبراء عن فريق البحث واكدوا ان كل ما حدث كان طبيعيا وعاديا .
وحتى كتابة هذه السطور لم ترجح القرائن كفة فريق وإن كانت الصورة لا تسعد أحدا .
الملاحظة الأولى على الذين يهاجمون هى انهم وبكل أسف لم يقدموا البديل او المساندة بل تفرغوا للانتقاد والتشكيك، وكان بالأحرى عليهم النزول إلى أرض الواقع وعرض خبراتهم بود ومصلحة .
كما أن المدافعين لم يطمئنوا الناس من خلال عرض تجارب حدثت من قبل سواء داخل مصر أو خارجها .
طبيعى جدا أن تكون هناك وجهات نظر مختلفة واختلافهم رحمة، لكن السؤال الا توجد خطوات معترف بها عالميا تحدد المراحل التى يتم اتباعها فى عملية استخراج مثل هذه الكنوز حتى لو كانت تزن أطنانا وكل من يخالف هذه الخطوات يكون قد ارتكب الخطأ الذى يستوجب العقاب حتى لو كان كبير الخبراء فى العالم .
حدث اكتشاف تمثالين هو دون شك اهم حدث ثقافى فى العام الحالى ولو كان الاكتشاف على أرض غير الأراضى المصرية لهز الدنيا وبات يتصدر كل مقدمات نشرات الأنباء والصفحات الأولى لكبريات الصحف العالمية .
قد تكون الكنوز الكبيرة التى تمتلكها مصر السبب فى عدم المبالغة وعلى اعتبار أن التمثالين سيذهبان إلى مخازن المتحف المصرى المكتظ بالقطع الأثرية النادرة وغير الموجود مثيل لها فى العالم .
وفى النهاية لابد من توجيه الشكر للبعثة التى ثابرت فى مراحل البحث حتى قدمت لمصر هذه الهدية الثمينة، ومعذرة للملك رمسيس الثانى على كل ما حدث وهو غير مقصود .