الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف"
فالأرواح تتلاقى والقلوب تتآلف والنفوس تتضافر، وقد يبدو ظاهرياً أنك اخترت بإرادتك، ولكن فى حقيقة الأمر أن الحب هو الذى اختارك وذلك لأنك أهل لأن تحب من حولك وتكون محبوباً منهم..أى لتخوض أعظم وأعمق تجربة إنسانية، والقادرون على الحب الحقيقى والعطاء الصادق مثل كل شئ ثمين لأنه يحتاج إلى مؤهلات غير مكتسبة، فهذه سمات خاصة فى "الشخصية"، ومعظمها سمات ومؤهلات مكتسبة، فهذه السمات يرثها الإنسان أى يولد بها وقليل منها يكتسبه، فالإنسان فى طفولته المبكرة عن طريق الأسرة والمجتمع وفى بيئته المحيطة إذا فهم طبيعة الحب الحقيقى فإنه من المؤكد يتمتع بسمات العطاء المخلص والصدق والشفافية وبالتالى من السهل يتآلف مع الآخرين ويجد قلبه وروحه وفكره فى حالة من السكينة والأمان.
فالعلاقات الطيبة الصادقة ليست هزلاً!!.. وليست عرضاً مؤقتاً أو عبثاً أو "مصالح ولازم تتصالح" أو تسلق وتملق أو تسلية وشغل حيز من الفراغ!!
ولكنها علاقة استيعابية شاملة مركزها جوهرنا كبشر ميزنا الله بها دون عن كل مخلوقاته، فتشمل كيان الإنسان كله أى الفكر والوجدان والسلوك ،ومن هنا يكون الإحساس فى العلاقات الإنسانية السوية هو الصدق والضمير والشفافية، ولذلك الحب الحقيقى بيننا لايقوى عليه إلا الصادقين فقط، ولا يمكن لكاذب أو مخادع أو منافق أو غشاش أونصاب أو أنانى الشعور به أو الأستمرار فيه، فمن المؤكد جوهر الحب لمن حولنا هو الصدق والتصالح مع النفس ،وتتحلى بأسمى وأعلى مراتب الوعى والنضج والشجاعة والثقة بالنفس الممتلئة بالخبرة والتسامح والعطاء الإنسانى المجرد والبعيد كل البعد عن الأنانية والتسلق والمزايدات والإساءة للآخرين بكافة الطرق غير المشروعة وغير الأخلاقية!
أما الإنسان السوى فهو القادر والمؤهل لأن يكون محباً ومحبوباً لأنه كريم وسخى ومعطاء بنفسه وشفافيته وإخلاصه وبكافة الأساليب الإنسانية، لذلك الشخصية المحبة رحمة ومودة وسخاء نحو الآخرين.
وأخيراً ..نتساءل: إذا كان الحب الإنسانى عطاء مطلقاً ..فهل تستطيع الشخصيات الأنانية تعطى وتحب من تتعامل معهم ؟! وهل يجتمع الصدق والتسامح مع الكذب والشر؟!
وهل يصح أن تتآلف الشفافية مع الغموض؟! كل هذه التساؤلات تبحث عن الإنسانية بين صفوف وطوابير الهموم والصراعات التى أدت إلى البحث عن الضالين ،التائهين فى الصحراء وبين الجبال والصخور والشر والغموض ساكن عقولهم وقلوبهم ونفوسهم نتيجة الجفاء والكراهية والعداء الذى أصابهم وحرق معانى الإنسانية بداخلهم وتبدلت بمعانى شيطانية توغلت بداخلهم وأصبحت ديدان مسممة تسير مع دمائهم فى عروقهم وماتت الإنسانية لديهم!!
هذه المشاعر سكنت بداخلى وباتت تحزننى كل لحظة بعدزيارتى "لأبناء قلبى" بالمجمع الطبى بالمعادى الأبطال المصابين أصحاب القلوب الصادقة الصافية والنفوس والأرواح التى تتمتع بأسمى وأروع معانى الحب الحقيقى بكل صدق وأخلاص وضحواباجزاء من أجسادهم من أجل الحب الصادق والمشاعر المخلصة الشفافة من أجل أحبابهم "المصريين" ليعيشوا فى أمن وراحة واستقرار.