المصريون
أيمن كامل
انقلاب الإسلاميين على الديمقراطية في الثلاثين من يونية
هذا ليس عنواناً غالطاً أو مقدمة كاذبة من أحد إعلامي الزور ولكنها حقيقة وأزيدك أن الإسلاميين شكلوا ما سموه "جبهه الإنقاذ " !! .. وذلك عام 1989 في السودان .. لنكرر مآسينا قامت الثورة السودانية على النميري وانحاز المشير " سوار الذهب " للشعب وأشرف على إنتخابات نزيهة وسلم السلطة لحكومة منتخبة " حكومة صادق المهدي " .. ثم انقلاب عسكري ولكنه بنكهة إسلامية خطط له أمين الجبهة الإسلامية " الدكتور حسن الترابي " وصدر في المشهد العميد " عمر البشير" ( المشير فيما بعد ) ورئيس السودان حتى الآن . والدكتور حسن الترابي (عميد في كلية الحقوق ووزيرعدل ودكتوراه من جامعة السوربون ويتقن أربع لغات ) الذي وضع خطة الإنقلاب والذي سجل تجربته عام 2010 مع أحمد منصور في برنامج " شاهد على العصر " ولكن- للأسف - اشترط الترابي عدم إذاعة الحلقات إلا بعد وفاته – رحمه الله – وعرضت مؤخراً وربما لو أذيعت قبل هذا لوفرت علينا " عشرية سوداء جديدة " وخاصة أنه تنبأ بانفصال جنوب السودان ( وهو ما تم بالفعل عام 2011) كما تنبأ بانفصال اقليم دارفور وهو محل نزاع حتى الآن . وملخص ستة عشر حلقة من الحوار– من وجه نظري - ويسعدني أن تخالفني الرأي بعد أن تشاهدها . ملخص الحلقات : لا بد من الحرية وبناء الوعي ولا للعمل السري ولابد من مراقبة المجتمع المدني للحاكم .. والسلطة مفسدة للجميع حتى اتقى الناس والسجن في الدنيا خير من السِجِّين في الآخرة – انتهى الملخص . ويبقى الصراع بين العسكريين والإسلامين صراعاً حتمياً سواء جاءوا بالانقلاب أو بالانتخاب فالحركة الإسلامية - لا محالة - ستتصادم بالحركة الوطنية ورأس حربتها المؤسسة العسكرية مهما تأخر التوقيت إنها تشبه مباريات الكأس في كرة القدم فقد تكون مبارة قمة مبكرة أو في النهائي . والنتيجة دائماً هي تحطيم الحركة الإسلامية لأنها مهما كانت قوية فهي في النهاية مدنية وميزان القوى عند التصادم مع العسكريين ومع التصادم إهلاك إقتصاد البلاد والعباد والعمى الذي يصيب الطرفين بين ظلم الأبرياء وتطرف الأغرار. وعندما كتبت عن العشرية السوداء في الجزائر وأن المصالحة ستتم وأنه لا بُد من حل كل التنظيمات الإسلامية وتسليم لواء الدعوة للمؤسسات الدينية من الأزهر والأوقاف على أن تعمل بشكل مستقل فيستحيل تواطئ كل هؤلاء على مخالفة الشرع ولعل موضوع الطلاق الشفهي وموقف العلماء أكبر دليل على ذلك , كاتبني أحدهم يقول أنت تساوي بين القاتل والقتيل .. يا صديقي هذه بضاعتكم ردت إليكم .. أنتم ضحايا شراكتكم التي لم تطلعونا عليها برغم أننا نحن التركة .. ومشروعكم سيظل شماعة للطغاه وهم احرص منكم على بقائه فهم يريدونه موجوداً ولكن تحت السيطره ! وستنتهي محنتكم مع النظام ككل مرة وستعودون للمواءمات مع نظام بنكهة المصلحة .. مع رجال من الذهب ! ولأننا لا نعيش طويلاً لنجرب فالأفضل أن نسأل الخبراء .. تجرد ثم تجرأ لتقرأ لمحمد حبيب نائب المرشد الأسبق أو اقرأ المراجعات الفقهية للجماعة الإسلامية .. ولتكتمل لك الصورة اقرأ مذكرات اللواء محمد نجيب – أول رئيس لمصر - وكل ما ذكرته متاح في المكتبات وعلى الانترنت وأتمنى أن تصل لقناعة مغايره لقناعاتي فنحن نخدم الحقيقة ولا نحتكرها . والحمد لله انفصل السودان عن مصر في صراع الجنرالات في مصر- وله قصة - وانفصل جنوب السودان عن شماله في صراع الإسلاميين في السودان – وله أيضاً قصة - وانفصلنا عن حق العيش الكريم بفضلكم جميعاً .. وأخذ الغرب ثرواتنا فوق الأرض وتحتها وأسروا أحفادنا بالقروض الربوية وأخذوا ثروتنا البشرية بين مهاجرين ولاجئين .. وبقينا نحن رهائن في مسرحية مملة ومهلكة بين قطبي الصراع وعودة للمربع صفر أو حُفرة الصفر . اتمنى لكم مشاهدة طيبة سواء لمسرح الواقع أو لشهادة الدكتور الترابي – رحمه الله ورحمنا - آمين .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف