لويس جريس
سفير فى جنوب ألمانيا لم تعينه الحكومة
جلست فى المكان المحدد لى على متن الطائرة التى أقلتنى إلى ألمانيا.. وجدت إلى جوارى مصريا مسافراً إلى ألمانيا أيضا.. وخلال الرحلة التى تستغرق أربع ساعات تعارفنا.. هو ذاهب إلى ألمانيا لكى يحضر حفل تكريم له فى مدينة بجنوب ألمانيا وتبعد عن مدينة ميونيخ مائة وخمسين كيلومترا..
وأنا كنت فى طريقى للعلاج بأحد مستشفيات جنوب ألمانيا المتخصص فى مشاكل الركبة... فدعانى إلى حفل تكريمه.. وقال: سوف أطلب من أحد أصدقائى أن يستاذن المستشفى فى خروجك لبضع ساعات لحضور حفل التكريم والعودة.. وفعلا تم ذلك.. وفى اليوم المحدد جاء الصديق وصحبنى إلى الصالة التى يقام فيها التكريم.. وصلنا إلى القاعة التى يقام فيها الحفل، ويسمى حفل اللقاءات الحضارية.. حيث يلتقى فى هذه القاعة رجال ونساء من جنسيات مختلفة ومتعددة.. القاعة إذن تضم أناسا يتكلمون لغات مختلفة، ولهم عادات وتقاليد مختلفة ويرتدون ملابس مختلفة وبالطبع معهم أنواع مختلفة من الأطعمة من بينها الفول والطعمية، لأن من بين الموجودين المصرى الذى سوف يتم تكريمه فى هذا الحفل.. وقد عرفت أنه أول حفل حضارى يقام فى قاعة نيدر بايرن فى الساعة الخامسة من يوم 25 أبريل عام 2015.
ومجتمع مدينة روستورف يضم سبعة آلاف نسمة منهم 716 يمثلون 47 جنسية مختلفة من القارات الخمس المعروفة فى العالم.
الناس الموجودة فى القاعة اليوم يمثلون أمريكا الشمالية ويمثلها أناس من كاليفورنيا حتى مدينة بكين عاصمة الصين فى أسيا ويوجد أيضا أناس من قارة أستراليا حتى السويد فى قارة أوروبا ومن جنوب أفريقيا حتى كيرجيسيا فى روسيا بأوروبا.
هذا العدد الهائل من الجنسيات ومن مختلف بلدان القارات الخمس يعتبر كنزا له قيمة لا تقدر بثمن وهو يؤكد تفاهم الشعوب خارج حدود الأوطان مع اختلاف العقائد ولون البشرة.
•طبول إفريقيا ومحمول أوروبا
كان أول الحاضرين عمدة المدينة يعقوب أندريا لكى يكون فى استقبال القادمين إلى الحفل.. ويعتبر العمدة يعقوب أندريا أن هذه فرصة لسكان مدينة روستورف للتعارف والتقارب فى جو مناسب وتكوين علاقات جديدة وخوض تجارب ذات طابع جديد وفريد.. وذكر القائم على تنسيق الحفل وهو السيد هارالد موسلر: أن هناك شخصيات مختلفة من بلدان كثيرة ساعدت فى تنظيم هذا الحفل وأضاف أيضا: لقد أحضروا معهم أنواعاً مختلفة من المأكولات التى يسيل لها اللعاب بمجرد مشاهدتها فما بالك لو تذوقتها.
إنها ذات طابع مميز.. فهناك مأكولات من اليونان ومن المغرب ومن مصر وبالطبع من ألمانيا.. واستطرد منسق الحفل قائلا:سيقوم قسم المطافى بإطلاق الألعاب النارية مع دقات الطبول وغناء والد داو تارومينا السيلينية والفولكلور الإيطالى.. وأما الطبول فهى إفريقية وقال رئيس فريق الطبول: إن دقات الطبول فى أفريقيا مثل المحمول فى أوروبا فهى تقوم بتوصيل الرسائل.. إن لغة التواصل بين القبائل فى إفريقيا هى دقة الطبلة ولذلك أقول لكم: إن القبائل فى أفريقيا تتفاهم بدق الطبول.. واختتم منسق الحفل كلامه بالقول: إننا أعلنا أن الجميع مدعوون حتى لو لم تصلهم بطاقة دعوة، وكذلك جميع الجنسيات مدعوة للمشاركة.. مصر - أستراليا - بلجيكا - الصين-فرنسا - اليونان - إنجلترا- إيطاليا - كازاخستان - كينيا - كردستان كوسوفو - كرواتيا - ليتوانيا - مالى - المغرب - ماسادونيا - لادفيا - نيجيريا - النمسا - أوروجواي-الفلبين - بولندا - سويسرا-صربيا - سوتيجرون - سلوفاكيا-سلوفانيا - جنوب إفريقيا -تنزانيا - تايلاند - التشيك - تونس-تركيا-تركمانستان - أوكرانيا - المجر- أوزبكستان - أمريكا - فيتنام - روسيا البيضاء.. واختتم كلمته: لقد حرصت على ذكر أسماء الدول لأبين أننا حريصون على علاقاتنا الطيبة بدول العالم فهى مجال فخرنا وسنحتفل بها سنويا فى مثل هذه الأيام من شهر أبريل واختتم كلمته بالقول: إن العالم يحتفل فى إبريل بكذبة أبريل.. أما نحن فإننا نحتفل بأبريل كشهر للتكريم ولهذا نكرم المصرى سامى توفيق السندى.
•الجنسية الفخرية لمصرى
فى هذا الشهر نقلد المصرى سامى توفيق السندى الشهادة المؤهلة للجنسية الفخرية نظرا لمجهوداته فى مجال توطيد العلاقات المصرية الألمانية وخدماته فى مجال المشاركه الإنسانية.
وقد حصل على شهادات فخرية من وزيرة العائلة الألمانية عام2012 و2013 فى ذات المجال.. كما أنه حصل على الشهادة الفخرية الألمانية عام 2010 لتكريس نفسه خلال عشرات السنين فى تحسين العلاقات المصرية الألمانية.. وسألت المصرى سامى توفيق: لماذا شهادة شرفية فقال إن القانون الألمانى لا يسمح بوجود جنسية أخرى إلا فى حالات معينة ولهذا حرصت على أن احتفظ بالجنسية المصرية، ولاحظت خلال الحفل ثلاثة عمال يحضرون سلما كبيرا وطويلا ويصعد أحد العمال لكى ينزع العلم السورى.
تساءلت لماذا؟.. فجاءنى عمدة المدينة يعقوب أندريا لكى يجيب على سؤالى وقال: بين الحضور بعض السوريين المقيمين فى مدينة روستورف وقد طلبوا إنزال العلم السورى تعبيرا عن عدم رضائهم عن بشار الأسد واستطرد العمدة: قلنا لهم: إن العلم للدولة وليس لبشار الأسد ولكنهم أصروا وهددوا بترك الحفل ولأننا لا نريد إغضابهم قررنا رفع العلم مع علمنا أن ذلك خطأ حيث إننا لا نرغب أن نعكر صفو أجواء المحبة والسلام التى تسود جميع الحاضرين فى هذا الحفل.
وجاءت اللحظة المهمة فى هذا الحفل فعزفت الفرقة الموسيقية لحنا شهيرا لبتهوفن وصعد العمدة يعقوب أندريا وقال: إننا نجتمع الليلة فى حفل لقاء الحضارات لمنح المصرى سامى توفيق السندى الشهادة المؤهلة للجنسية الشرفية لأننا نقدر خدماته لأهل مدينة روستورف التى تعتز بصداقته ونحن فى روستورف نعرف أن الكريسماس قد جاء ليس عندما تسقط الثلوج البيضاء لتملأ شوارعنا، ولكن عندما يحضر سامى توفيق السندى ليحتفل معنا بعيد الميلاد، فهو مكمل لاحتفالاتنا وموطد للعلاقات المصرية الألمانية، ونحن نعتبره أيضا سفيرا لنا فى مصر، فهو يضع نفسه وكل إمكاناته فى خدمة من يسافر منا إلى القاهرة أو الغردقة أو شرم الشيخ أو الأقصر أو أسوان، حيث نحب أن نمضى إجازاتنا.
وفاجأنى العمدة يعقوب أندريا والعمدة الذى كان قبله يقومان بحمل الكرسى الذى أجلس عليه لعدم قدرتى على السير على قدمى وحملا الكرسى بنفسيهما لكى أشهد تكريم المهندس المصرى سامى توفيق السندى وأشترك معهم فى تكريمه.
أذهلتنى اللحظة.. العمدة والعمدة السابق يحملان العربة التى أجلس عليها بنفسيهما ويصعدان بى لأحضر التكريم بالمهندس المصرى.. المفاجأة أذهلتنى وعقدت لسانى وأنا أقدم لهم الشكر لهذه المبادرة والمفاجأة الحلوة.. الناس هنا تتصرف بتلقائية وبتواضع وبدون عقد.. الله... الله.. الله على كده... هذا هو الإنسان كما يجب أن يكون وقد عثرت عليه فى ألمانيا.•