المساء
مصطفى بدوى الخطيب
مولود الحكومة المشوه
من البديهي عندما نشرع في انشاء بناية أو عمارة ان يكون ذلك من أسفل الي أعلي .. اي ان نبدأ بالاساسات ثم الدور تلو الاخر.
ومن المنطقي أيضا ان تكون أساسات هذا المبني قوية ومتينة لكي تتحمل الأنواء والهزات الشديدة وقادرة علي مواجهة كل الصعوبات التي تتعرض لها.
اقول ذلك بمناسبة برنامج الاصلاح الاقتصادي والذي شرعت في تطبيقه الحكومة مؤخرا.. فالمشكلة ليست في البرنامج نفسه بقدر ما هي في توقيت تطبيقة وايضا في طريقة واسلوب تطبيقه.
فكان علي الحكومة قبل القيام بتطبيق برنامجها الاقتصادي أن تقوم بعمل برنامج اصلاح اجتماعي واخر للاصلاح التعليمي وثالث للاصلاح الصحي .. وبعد ذلك كانت عملية تطبيق اي برنامج للاصلاح الاقتصادي مهما كانت قساوته او شراسته ستكون سهلة ويسيرة علي المواطنين.
ولهذا فعملية تطبيق الاصلاح الاقتصادي في مصر تواجه صعوبات كبيرة .. فبعد تحرير سعر الصرف مازال هناك سعران للدولار .. وايضا هناك تذبذب مستمر في سعر العملة .. فزيادة حجم الاحتياطي من العملة الاجنبية وحده ليس دليلا علي النجاح ولكن مؤشر النجاح الاول هو زيادة الاستثمار الاجنبي وارتفاع معدل التصدير .. ولذلك كان الاولي والاصح هو تشغيل المصانع المتوقفة عن الدوران والتي كانت ستحل الجزء الاكبر من المشكلة الاقتصادية .. فتشغيل المصانع يعني دوران عملية الانتاج وزيادة الصادرات وتقليل الواردات ومحاصرة البطالة.
ولايصح أبدا تطبيق اصلاح اقتصادي بدون اجراء اصلاح اجتماعي بدءا من اصلاح منظومة المرتبات والعمل علي تقليل الفوارق الكبيرة في الدخول حتي يحدث ما نطلق عليه الرضا الاجتماعي .. لا ان نقوم بزيادة رواتب ومخصصات فئة بعينها علي حساب فئات اخري .. فالجميع علي ارض الوطن متساوون في الحقوق والواجبات .. وبالتالي لابد من تقليل الفوارق وليس زيادتها .. ودعم فصيل من المجتمع علي حساب باقي المواطنين .. خاصة أن ارتفاع الاسعار يقع علي الجميع.
وايضا لايصح تطبيق الاصلاح الاقتصادي بدون احداث اصلاح تعليمي حقيقي .. فالعملية التعليمية في مصر تواجه صعوبات جمة وتحتاج الي النسف من الأساس واقامة منظومة جديدة .. وليس من البديهي تجاهل المنظومة التعليمية والتي تحمل المواطنين أعباء كبيرة ونشرع في اصلاح اقتصادي يتحمله نفس المواطنين الذين يصرفون علي الدروس الخصوصية اكثر مما يصرفونه علي الطعام والشراب .. وذلك بسبب حالة المدارس وكثافة الفصول وحالة المدرسين.
وايضا لايصح تجاهل المنظومة الصحية السيئة والتي لامثيل لها في الدول المتخلفة ونقوم بعمل اصلاح اقتصادي .. فالاولي اقامة منظومة تأمين صحي علي غرار ما يحدث في الدول التي تحترم مواطنيها .. لا ان نحمل المواطنين أعباء اضافية .. والاغرب أن كل أعضاء الحكومة وأولهم وزير الصحة يعلمون كل مما تعنيه المنظومة الصحية .. ومع ذلك يطبقون منظومة الاصلاح الاقتصادي في توقيت أساء لها وجعلها تخرج في شكل مشوه مثل الجنين الذي ولد قبل موعده.
يا حكومتنا الموقرة .. العيب ليس في برنامج الاصلاح الاقتصادي ولكن في توقيت وطريقة تطبيقه .. فالعمل علي تطبيق العدالة الاجتماعية واصلاح منظومتي التعليم والصحة هم البداية البديهية لبرنامج اصلاح اقتصادي قوي يتحمل كل الهزات والصعوبات التي ستواجهه .. اما اي بداية اخري فالنتائج معروفة والمؤشرات لاتكذب.
** بسرعة : كوكبة من افضل النجوم .. وامكانيات بلا حدود .. واداء باهت ..وفي النهاية نتائج غير مرضية .. اكيد العيب ليس في "المدرب" .. عن الاهلي اتكم!!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف