المساء
ايمن عبد الجواد
إسلام نجمة هوليوود
الممثلة الأمريكية الشهيرة "ليندس لوهان" تدرس اللغة العربية وتفكر في اعتناق الإسلام.. هي قالت هذا الكلام بذات نفسها في حوارها مع برنامج "صباح الخير يا بريطانيا".
دعك من الضجة التي احدثها الحوار او المضايقات التي تعرضت ومازالت تتعرض لها منذ قرارها ارتداء غطاء الرأس خلال زيارتها الأخيرة لتركيا.. هذا أمر عادي جداً ولا يستحق المناقشة فالمتطرفون والمتشددون موجودون في كل مكان وجميع الأديان.. ودعك أيضاً من قيمة وأهمية الموضوع في حد ذاته فلدينا مليار مسلم أو يزيد كغثاء السيل بلا وزن أو تأثير ولن يزدادوا قوة باسلام شخص أو مائة أو حتي مليون.
الذي يستحق التأمل هو سبب اقدام النجمة الشهيرة علي تلك الخطوة المفاجئة لأنها لم تجلس مثلا مع عمرو خالد أو خالد الجندي أو غيرهما من الدعاة والمشايخ ولكن الأمر جاء نتيجة احتكاكها بناس عاديين جداً من اللاجئين السوريين المنتشرين الآن في كل بقاع الدنيا.. لم يكلموها في الدين والحلال والحرام أو الجنة والنار وإنما أظهروا أمامها أخلاق الإسلام الحقيقية.
وهي تتحدث عن ذلك بمنتهي التأثر قائلة: لقد عاملوني بحب وأشعروني أنهم عائلتي التي تحتويني وتخاف علْي ولي أصدقاء كثيرون بينهم.. هذا سبب كاف لتبحث عن السر وراء الأخلاق الحميدة كما تكون الأخلاق السيئة سبباً في نفور الناس من الدين.. اي دين.
من حسن الحظ انها لم تقابل أحد الموتورين الذي يطلب منها التوبة عن أفلامها أو يتهمها بالكفر ويتوعدها بنار جهنم او علي أقل تقدير ينظر إليها نظرة من نوع خاص تفهمها النساء باعتبارها من الكافرات اللائي يجوز التمتع بهن عملا بقاعدة ملك اليمين التي تعشش بقوة في عقول هؤلاء.
الأخلاق وحدها كانت كلمة السر في تفكير "ليندس لوهان" في الإسلام. مثلما كانت كلمة السر في اقدام الكثيرين علي الدخول في الدين الحنيف منذ عصور الإسلام الأولي. فالعديد من الفتوحات قام بها مجموعة من التجار لا يحملون مدافع أو طائرات أو سيوفا وإنما كان معهم سلاح أشد تأثيراً هو الفهم الصحيح للإسلام.
هذا الفهم جعل عالماً فقيهاً مثل عبدالله بن المبارك من سلف الأمة الصالح يتخلف عن الحج بعد ان اعد له عدته ويعطي النفقة كاملة لامرأة فقيرة وجدها تلتقط دجاجة ميتة من القمامة لتسد جوع أطفالها ولم يتهمها بأكل الميتة ومخالفة تعاليم الدين.
وبعد انتهاء موسم الحج تعجب مما قاله الحجيج الذين توجهوا إليه بالشكر والثناء لأنه كان معهم في كل وقت يرشدهم الي كيفية أداء المناسك. ولما نام رأي النبي صلي الله عليه وسلم يخبره ان الله خلق ملكاً علي صورته يؤدي المتاسك ويعلمها للناس وانه سبحانه وتعالي كتب له أجر سبعين حجة.
الإسلام لم يعرف محاكم التفتيش التي كانت منتشرة بأوروبا في عصور الظلام أو ما يطلق عليها القرون الوسطي بل ترك للناس حرية الاعتقاد فـ "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و"ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" علي عكس ما يروج له المتطرفون والتكفيريون وتسبب في تنفير الناس من دين الله.
اللاجئون السوريون الذين تعاملت معهم "ليندس لوهان" أفضل ألف مرة ممن يطلقون لحاهم ويرتدون الجلاليب القصيرة ويدعون انهم أوصياء علي الدين أو يمتلكون مفاتيح الجنة والنار.
** تغريدة :
السياحة ستأتي عاجلا أو آجلا لأننا ببساطة أكبر دولة تمتلك مقومات سياحية في العالم.. لكن ذلك لا يجب ان يكون علي حساب كرامتنا حتي لو مع الروس أقرب أصدقائنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف