قامت الدنيا ولم تقعد علي السوشيال ميديا، ومن ورائها المواقع الالكترونية بسبب ظروف وملابسات الاكتشافات الاثرية التي اعلن عنها في سوق الخميس بالمطرية.. قد يبدو الأمر في ظاهره ارتفاعا في حالة الوعي العام لدي المصريين بأهمية الآثار وضرورة المحافظة عليها ولكن للأسف الشديد العكس هو الصحيح تماما.. ما حدث هو أن مجتمع »السوشيال ميديا» توقف عند ظواهر الأمور وعلي »البلدوزر» الذي استخدمته وزارة الآثار لانتشال التمثال، ولم يتوقف أمام حقائق الأمور التي تتعلق بامتهان الاثار المصرية في كل العصور في كل بقعة من بقاع مصر وأن من صور هذا الامتهان عدم ادراك أهميتها، وعدم زيارتها، لان في زيارة الاثار ادراكا ووعيا بتاريخ هذا البلد ودوره في صنع الحضارة الانسانية.. وامتهانها أيضا بالاتجار فيها عبر عصابات منظمة يشارك فيها للأسف بعض الاثريين ممن باعوا ضميرهم للشيطان، وأحيانا ضباط شرطة.. وامتهانها أيضا كل يوم بتحويلها للأسف إلي مقالب للقمامة.
المعروف أن مكان الكشف هو جزء من مدينة أون الاثرية ويمكن ببساطة أن تقول إنه تحت كل بيت في هذه المنطقة يوجد أثر، فالمصري القديم لم يترك مترا مربعا في مصر إلا وداسه بقدمه وضرب فيه فأسه وبني وعمر.. لذلك سادت مصر الدنيا.
نعود إلي التمثال الذي لم يتحطم، كما قال حكماء »السوشيال ميديا» أثناء استخراجه، ولكنه وجد هكذا محطما مثل تمثالي »ممنون» في الأقصر.
جميل أن تكون الاثار مادة للحوار علي وسائل التواصل الاجتماعي، بشرط أن يكون ذلك مبنيا علي حقائق ووعي حقيقي بأبعاد مشاكل الآثار التي هي للأسف كثيرة ومتشعبة.