الجمهورية
فريد إبراهيم
مؤتمر دور القادة "2"
من الأبحاث الجادة التي قدمت في مؤتمر دور القادة في تحقيق السلام ما قدمه الدكتور محمد إبراهيم الحفناوي عن التطرف.. تشخيص وعلاج والذي كان من أهم ما التفت إليه البحث عملية الفصل النفسي والعقلي بين المسلمين وغيرهم من خلال مصطلحات معينة مثل الإيمان والكفر والجاهلية والطاغوت والحاكمية وهي مصطلحات قديمة تجاوزتها الأحداث وكانت تمثل تراثاً وماضياً لا يلتفت إليها أحد حتي جاء من حاول إعادة الحياة إليها فكانت من مداخل العوج والانحراف ثم كان تعامل الشباب مباشرة مع النصوص المقدسة القرآن والسنة دون أن يكون لديهم الحد الأدني من أدوات الاجتهاد فأفتوا في كبريات المسائل المتعلقة بالكفر والإيمان بغير علم ولا هدي فكفروا المجتمعات المعاصرة ووصفوها بالجاهلية. كما فسروا معني مصطلح "الجماعة" علي أنهم هم علي قلتهم ثم طبقوا عليها الحديث القائل "من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية" وعليه اعتزلوا المجتمع وأغلظوا الناس في التعامل معهم وتعصبوا لرأيهم تعصباً لا يعترف بالآخر.
إذن فإن دور القادة الدينيين هو العمل علي إزالة اللبس الفكري لدي الشباب خاصة الشباب الذي غرر به الآخرون وإزالة اللبس هذا تتحقق من خلال علماء يمتلكون من الإخلاص لأفكارهم ما يناسب هذا الهدف كما يمتلكون القدرة علي الحوار وكذلك سعة الصدر والصبر علي من يحاورهم حتي يقيموا جسوراً قوية بينهم وبين الشباب الذي يريد أن يخلص لفكره ودينه فإذا ما قامت هذه الجسور القوية انفتحت القلوب للرأي الآخر وللنقاش ولقبول الجديد الذي يزيل أغلفة هذه القلوب ويزيل ما ران عليها.
ولكي يتحقق ذلك فعلي القادة الدينيين تربية جيل من الدعاة الشباب القادرين علي التواصل مع الشباب تواصلاً مباشراً أو من خلال وسائل الاتصال الحديث بحيث يملكون القدرة علي الوصول إلي أنفسهم بأدواتهم المعروفة فيقدمون لهم المعرفة الصحيحة من خلال لغة بسيطة وسهلة وتناسبهم وتناسب اهتماماتهم من خلال منطق عقلي قادر علي الوصول إلي قلب وعقل الآخر.
إذا تم ذلك فمن المؤكد أن حواراً جديداً سينطلق قد يحقق ما عجز الشيوخ عن تحقيقه بسبب ما بين الشيوخ الكبار والشباب من حواجز نفسية وزمانية أمام الشباب فالأرضية المشتركة واسعة ولن يتحقق ذلك إلا بجهود كبيرة يتم فيها إعداد هؤلاء العلماء الشباب بأحدث الوسائل الفكرية في هذا المجال خاصة فن التخاطب والحوار والمجادلة.
وإذا كانت داعش قد انفق ثلاثة ملايين دولار علي فيلم لا يتجاوز الثلاث دقائق لإرهاب العالم ألا تنفق مثل هذه الأموال لإنقاذ العالم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف