مصطفى هدهود
الوادي الجديد .. ومستقبل مصر الزراعي والسياحي "3-4"
في زيارة محافظة الوادي الجديد خلال فبراير 2016 بصحبة بعض قيادات حزب حماة الوطن برئاسة الفريق جلال الهريدي رئيس الحزب ومؤسس قوات الصاعقة المصرية واللواء محمد بلال نائب رئيس الحزب واللواءات أسامة ابو المجد عضو مجلس النواب ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب وعبد الهادي رشوان واحمد زهرة. حيث تم افتتاح مقر الحزب وعقد عدة لقاءات مع مجموعة وطنية متميزة من شباب وسيدات ورجال المجتمع بالوادي الجديد منهم أسامة بكير الامين العام للحزب بالمحافظة وسعاد ابراهيم وعنايات محمد واحمد بكر ودكتور محمد حجاج ومحمد وهيبه ومحمد السيد وريم محمود وأسماء حجازي وعزام حسن وأحمد السيد ومحمد مهران وايمن بكير والمهندس احمد حسن ومحمد دياب ومحمود دياب.
ونوضح هنا اهمية مشاركة الوادي الجديد في تحديد مستقبل مصر الزراعي والسياحي والاثري علي ضوء المشاهدات واللقاءات التي تمت خلال زيارات المواقع المتعددة بالوادي الجديد. حيث تأكد لنا توافر العديد من المواقع الاثرية والسياحية بمعظم مدن وقري الوادي الجديد منذ العهد الفرسي والبطلمي والروماني والقبطي والاسلامي. وقمنا بزيارة معبد هيبس بمدينة الداخلة حيث أوضح محمد حسن جابر مفتش أثار المعبد أهمية هذا المعبد الذي تم انشاؤه 600 عام قبل الميلاد علي ربوة بركانية. عالية وتم خلال العصور المختلفة انشاء اجزاء جديدة. وبدأت الدولة اعمال الترميم منذ عام 1902 بواسطة بعثة امريكية. وللاسف توالي الاهمال وتعدي المواطنون علي الاراضي الفضاء المحيطة بالمعبد وانتشرت زراعة النخيل حوله واستخدام مبانيه كحظائر للمواشي مما ادي الي زيادة منسوب المياه الجوفيه اسفل المباني وحدوث تصدعات وانهيارات في جدرانه. واهتمت الدولة منذ ثلاثين عاما بالمعبد وتم تنفيذ مشروع لسحب المياه الجوفيه بتكلفة 72 مليون جنيه منذ عام 1998 وافتتاحه عام 2012 وشاهدنا عدة مناطق اثرية اخري مثل معبد الناضوره وهو عبارة عن قلعة وحصن مهدم ومنطقة الباجاوات المتضمنة مقابر مسيحية ومنطقة دوس وقلعة وحصن الغويطة بجوار قرية الخرطوم.
والسؤال هنا هل يعرف المواطن المصري بوجود مثل هذه المواقع الاثرية بجميع مدن وقري الوادي الجديد. وما هو دور وزارة الثقافة والاثار والشباب والرياضة والتنمية المحلية والتعليم العالي والبحوث والتربية والتعليم لاعداد وتنفيذ رحلات للطلبة في جميع مراحل التعليم لزيارة مثل هذه المواقع التي تحكي تاريخ مصر القديم والحديث.
وبالنسبة للتعليم داخل محافظة الوادي الجديد فأنها المحافظة الوحيدة علي مستوي محافظات الجمهورية التي تتميز بأنخفاض ملحوظ في كثافة التلاميذ بالفصول حيث لا يزيد العدد علي 30 طالباً في الفصل الواحد. مع وجود مدرسة في إحدي قري الداخلة بها طالب واحد فقط. ويوجد سبعة مدارس ثانوي عام بالداخله بنين وبنات ومدرسة زراعي وتجاري مشترك وصناعي بنين فقط. ويرجع الفضل لهذا المستوي المتميز دور المحافظ الأسبق فاروق التلاوي الذي قام ببناء حوالي 58 مدرسة داخل مراكز وقري المحافظة خلال رئاسته للمحافظة و إصراره علي بناء مدارس إبتدائي وإعدادي داخل كل قرية حتي وإن كانت الكثافة منخفضة جدا حين إنشائها. ونعتبر ذلك من اهم نقاط الجذب للهجرة الداخلية الي الوادي الجديد.
وبالنسبة للصحة فأنه يوجد عجز واضح في الأطباء بالرغم من وجود مستشفي مركزي بمدينة الخارجة بمستوي إنشائي ومعماري وطبي متميز بالنسبة للمعدات والأجهزة وتتواجد نفس الحالة في جميع مدن الوادي الجديد شاملا الداخلة والفرافرة وباريس وبلاط مما يجعل أهالي المحافظة الاضطرار للسفر الي أسيوط أو القاهرة لتلقي العلاج وإجراء العمليات الطبية المطلوبة.
اما بالنسبة للزراعة وهي اساس تطوير محافظة الوادي الجديد فانها تعتمد علي الآبار الحكومية التي تم حفرها في عهد عبد الناصر بعمق 300 متر الي 500 متر و الآبار الخاصة بعمق 150 متراً. ومن الملاحظ اعتماد الأهالي بالوادي الجديد منذ مئات السنين علي زراعة النخيل بالداخلة والخارجة والفرافرة بالأضافة الي زراعة الأرز والقمح والبرسيم للمواشي. ولكن للأسف لا يوجد حاليا بالمحافظة مشروعات تسمين عجول أو لانتاج الألبان. وتعتمد المحافظة علي تدبير مطالبها من اللحوم الحمراء والدواجن من خلال محافظات الصعيد و خاصة أسيوط.
ويقدر إجمالي مساحة الأراضي المنزرعة في كل مدن وقري الوادي الجديد بحوالي 165 الف فدان فقط بالاضافة الي ما تم استصلاحه بشرق العوينات بواسطة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة..وبدأ التعمير الحقيقي منذ ارسال قوافل التعمير عام 1959 من خلال إصرار عبد الناصر علي تعمير الوادي والمساعدة علي تهجير الاف المواطنين من الصعيد والدلتا لتخفيف الإنفجار السكاني بتلك المناطق. وبالفعل نجح عبد الناصر خلال عشرة سنوات وقبل وفاته في تطوير مدن الواحات البحرية والفرافرة والداخلة والخارجة وباريس. وإنشاء عشرات القري مثل الخرطوم وبغداد وناصر الثورة وصنعاء وعدن والكويت والجزائر.... إلخ.علي طول الطرق الواقعة بين المدن الأربعة الرئيسية. حيث تم حفر الآبار وإنشاء البيوت علي النظام الريفي من دور واحد مع تخطيط القري بأسلوب عرضي وطولي وفاصل بين المنازل بشوارع عرضها 50 متراً. .