الجمهورية
علاء معتمد
الحلم النووي.. ومخاوف مشروعة
كلما تأخر توقيع اتفاق الضبعة تنتابني حالة من القلق والمخاوف ان يتعرض الحلم النووي المصري للتأجيل من جديد. مثلما حدث اكثر من مرة منذ بداية الحلم ايام عبد الناصر في الخمسينيات وحتي نهاية حكم مبارك. إما لظروف سياسية او اقتصادية او لاسباب امنية. او لتدخلات عدوانية من دول في المنطقة لاترغب ان يمتلك غيرها التكنولوجيا النووية .
وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر اعلن اكثر من مرة منذ شهر اكتوبر الماضي ان توقيع العقد مع الجانب الروسي الذي فاز بالمناقصة. سيتم خلال ايام. ثم عاد وأعلن بعدها انه سيتم خلال اسابيع. ثم اكد ان التوقيع قبل نهاية 2016. واخيرا قال انه سيتم قريبا. وفي كل مرة يتأجل الموعد لاسباب لا يتم الاعلان عنها .. وهو امر طبيعي نظرا لطبيعة مثل هذه المشروعات التي تتعلق بالامن القومي.. ثم جاء اخيرا اللقاء الجماهيري الذي عقده الوزير في موقع المشروع مع اهالي الضبعة ليعيد الطمأنينة للنفس مرة اخري.
المخاوف التي تساورني حول مشروع الضبعة جاءت لسببين:
الاول بسبب المماطلة التي يبديها الروس في اعادة السياحة الروسية لمصر وعودة رحلات الطيران الروسية مرة اخري للمطارات المصرية. بحجة عدم استكمال اجراءات التأمين. رغم استجابة السلطات المصرية لجميع المطالب الروسية. وان يكون الجانب الروسي هو السبب في تأخير توقيع عقد الضبعة. وانه يماطل كما يحدث في موضوع السياحة من اجل تحقيق مكاسب معينة.
السبب الثاني هو تأثري بما كتبه الاستاذ عادل حمودة في كتابه القيم ¢ الموساد واغتيال المشد ¢ والذي يحكي فيه قصة اغتيال عالم الذرة المصري الدكتور يحيي المشد في باريس عام 1980. ويسرد علي صفحاته العديد من الحقائق والوقائع التي يجب الا تغيب يوما عن اذهاننا. وان يتم تداولها وتذكرها واعلانها من وقت لاخر حتي لا ننساها ولاتنساها الاجيال الجديدة. وأن تدفعنا للحذر واليقظة والحيطة ونحن مقدمون علي تحقيق حلم الضبعة النووي الذي طال انتظاره لعقود طويلة. ويجب ان نتذكر ونتيقن ? حتي في حالات اللاحرب وفي اوقات العلاقات الطيبة ان هناك علي الحدود الشرقية عدو اسرائيلي يترقب ويتربص بنا. ويعمل علي احباط اية محاولة مصرية اوعربية لامتلاك التكنولوجيا النووية. حتي ولو كانت للاغراض السلمية ولانتاج الكهرباء. وانه علي استعداد للقيام باي عمل لتحقيق هدفه وليبقي وحده مالكا لتلك التكنولوجيا في المنطقة بما فيها امتلاك السلاح النووي. وان لتحقيق هذا الهدف يمكنه اغتيال وقتل العلماء النابغين والبارزين في هذا المجال. كما حدث مع العالمة المصرية الدكتورة سميرة موسي. والدكتور نبيل القليني. والدكتوريحيي المشد. او تعطيل تنفيذ البرنامج بكل الطرق المباشرة وغير المباشرة كما حدث مع البرنامج العراقي والذي بلغ حده بضرب المفاعل النووي في بغداد بالطائرات الاسرائيلية عام 1981.
رغم ذلك كله الا ان ثقتنا في شخصية الرئيس السيسي وقدرته علي مواجهة التحديات والوفاء بما يلتزم به وتحويل الاحلام الي حقيقة واقعة تجعلنا نتيقن ان الحلم الذي طال انتظاره قد اوشك ان يكون حقيقة واقعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف