محمود سلطان
الإسلام والإسلامي والإسلاميون
في إطار النقاش العام، بشأن "المشروع الإسلامي"، كمقدمة لمراجعات محتملة وصلتني هذه الرسالة من الأستاذ علاء سعد حميدة، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، يقول فيها سعادة الاستاذ الفاضل محمود سلطان المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألمح في مقالات سعادتكم الاخيرة نبشا في قضايا أريد لها أن تستقر في وعي حاضر الأمة وان تظل على علاتها دون مراجعة حقيقية بغية الوصول إلى الحق والإنصاف.. سيما وأن هذا الوعي الحديث والمعاصر مستقطب بين فريقين أساسيين كبيرين هما أنصار الرؤية الإسلامية، في مواجهة أنصار رؤى التغريب والانقطاع عن الجذور.. ثمة مساحات شاسعة يمكن أن تشغلها العديد من الرؤى والأطروحات القيمة تضيع هدرا في هذا الجو المشحون بالاستقطاب الحاد.. وقبل الحديث مطولا عن ماهية المشروع الإسلامي، متسائلين عن وجوده من عدمه، أتخيل أننا نعاني من أزمة مصطلح تبعتها أزمات، وكنت قد بدأت سلسلة من المقالات في هذا الباب، أود أن أشارك سعادتكم بعضا منها، لا سيما وأنت تطرح الموضوع للنقاش المستفيض والحوار الجاد.. من أسس المراجعة والبناء الفكري إصلاحيون (مصلحون) أم إسلاميون؟؟؟ مصطلح الإصلاحي والمصلح مصطلح قرآني كريم أشار إليه المولى عز وجل في غير موضع من القرآن الكريم مصطلح إسلامي أطلقه - في الغالب الأعم- خصوم المشروع الإصلاحي من مستشرقين ومستغربين ومن يدور في أفلاكهم "نحن دعوة إصلاحية في أمة مسلمة" عبارة بسيطة لكنها تحمل كثيرا من الحلول الكبيرة لمشكلات أيديولوجية وتطبيقية كبيرة حركة التجديد والإصلاح والحسبة بمفهوم الإسلام تقبل التعدد والشراكة ولا تصنع صفا وهميا تقيس به على صف رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه.. فورثة صف النبي صلى الله عليه وسلم هم كل الأمة المسلمة شرقها وغربها قديمها وحديثها إلى قيام الساعة.. #ملامح_مشروع_اصلاحي_نهضوي أطلق مقولة: إصلاحيون لا إسلاميون لحل كثير من المشكلات الفكرية لدى المصلحين والمجتمع على السواء من وجهة نظري كطارح لتعديل مصطلح الاسلاميين إلى الاصلاحيين أن له أهمية نظرية وتطبيقية وفكرية .. فهو يحدد طبيعة المشروع الإصلاحي وتداخلاته والادوار المنوطة بنا من خلاله ويحدد بوضوح فكري وعاطفي ونفسي وتطبيقي أن الصف المسلم هو مجموع الأمة المسلمة كلها .. وأن الاصلاحيين طائفة من المسلمين لا يزيدون عليهم ولا يمتازون في شيء إلا بما يثيبهم الله عليه لحسبتهم في الآخرة .. ووفقا لهذه الرؤيا يستقر في ذهن الاصلاحي ووعيه وحسه - على السواء- احتمال تعدد المنابر والمؤسسات الاصلاحية وتعاضدها جميعا على النهوض بالأمة والمجتمع واصلاحها وعدم تعارضها أو تخاصمها.. ويستقر في ضمير المصلح أن بيعته لإمامه او رئيس طائفته الاصلاحية هي بيعة عمل وليست بيعة دين أو بيعة خليفة المسلمين.. وبالتالي يجوز تعدد بيعات العمل في عنق المصلح الواحد.. ويجوز له تعدد الانتماءات للمؤسسات الاصلاحية.. ويتحقق في ضمير المؤسسة الاصلاحية انها جزء من الأمة وليست امة بديلة .. ويستقر فكرة المحاسبة المؤسسية للمسؤول لأنه وفق هذا المفهوم ليس في مرتبة الرسول.. وإنما في مرتبة مسؤول عادي يخطئ ويصيب ويحاسب ويسأل ويعزل ويزكى كل مسؤول حسب برنامجه وقدراته واجتهاداته.. عن فكرة حتمية شمولية التنظيم الاصلاحي .. الفكرة التي ثبت استحالة تطبيقها حول قرابة قرن كامل من الزمان.. فإيماننا بشمولية الإسلام لا تعني حتمية شمولية الدعوات الإصلاحية القائمة على أسس وقواعد الإسلام.. ولا يمكن لدعوة إصلاحية أن تتحول إلى أمة داخل الأمة ولا إلى دولة داخل دولة من دولها .. هناك مفاهيم وأحاسيس كثيرة ستتغير في نفوسنا إذا عدلنا فقط المصطلح من وصف الإسلاميين إلى وصف المصلحين أو الاصلاحيين لقد كان هذا واحدا من تلك المقالات، وإذا مضى بنا الحوار إلى العمق، فإننا بحاجة إلى مراجعة تاريخية لنشأة مصطلح (الإسلاميون) من أطلقه، ومتى نشأ، ومدلوله الحقيقي.. وحيث أنني أعد دراسة مستفيضة بهذا الخصوص، أود أن نتشارك في الحوار حولها.. مع خالص التقدير والاحترام؛؛؛ علاء سعد حميده عضو رابطة الأدب الاسلامي العالمية انتهت الرسالة