بمناسبة انتخابات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" اليوم وغداً في أديس أبابا.. لا أدري لماذا لا تكون لنا الكلمة العليا المسموعة في مثل هذه الاجتماعات وهذه الاتحادات التي أنشأناها بتفكيرنا ورجالنا وأموالنا وعلي أرضنا وبخبرتنا.. لا أنسي كيف كان المرحوم عبدالعزيز عبدالله سالم صاحب الفكرة كان يسافر أكثر من مرة إلي أوروبا ليضمن موافقة "الفيفا".. كان يسافر علي نفقته فقد كان اتحاد الكرة لا يملك هذه النفقات.. وهو الذي أجبر "الفيفا" علي الموافقة علي وجود اتحاد للقارة الإفريقية التي لا تعرف شيئاً اسمه "كرة القدم".. كانت مصر والسودان وإثيوبيا فقط هي التي تمارس علي خجل هذه اللعبة مع الفرق الأجنبية مع جيوش الاحتلال في مصر والسودان وهو الجيش الإنجليزي.. وفي إثيوبيا مع جيش إيطاليا.. ورغم أن طلب مصر كان مستحيلاً إلا أن اتقان عبدالعزيز عبدالله سالم للغة الإنجليزية كأحد أبنائها لدراسته في انجلترا ثم مجاملاته وهداياه من جيبه الخاص للمسئولين في "الفيفا" ما كان يمكن أبداً أن يوافق "الفيفا".. نحن أصحاب الفضل في وجود هذا الاتحاد.. نحن أصحاب الفرح.. فكيف نكون خارج الفرح!!!! الحق علينا!!! نحن الذين فرطنا في حقوقنا.. نحن بأخطائنا وخطايانا أبعدنا أنفسنا عن المناصب الدولية والقارية والعربية.. كان يجب أن نكون أصحاب القيادة.. ولكن الأجيال الحالية لم تكن علي مستوي القيمة والقامة والهيبة والعلم والتعليم للآباء والأجداد.
***
لم يكن عبدالعزيز عبدالله سالم وحده.. كان محمد باشا طاهر ومعه الدمرداش التوني عضوين دائمين في اللجنة الأوليمبية الدولية!!! كان طاهر باشا هو صاحب فكرة أوليمبياد دول الحوض الأبيض المتوسط وهو الذي وضع اللائحة لابعاد إسرائيل عن البطولة للأبد بمادة واحدة في اللائحة.. لابد من موافقة كل الدول الأعضاء علي ضم أي عضو جديد.. وبذلك أبعد إسرائيل للأبد..!!!
***
خلال أوليمبياد هلسنكي 1952 قامت ثورة يوليو.. وكان محمد باشا طاهر خال الملكة فريدة فقرر بعد انتهاء الأوليمبياد أن يسافر إلي تركيا ولا يعود لمصر.. قامت الدنيا كلها ولم تقعد.. كل أفراد البعثة وكل رياضيي مصر وعلي رأسهم الشوامخ سيد نصير ومختار التيتش واسحاق حلمي.. كل الرياضيين وغير الرياضيين أصروا علي عودته.. عاد الجنتل مان الحقيقي إلي مصر ليقيم حفلة ــ لا أعتقد أن أقيمت حفلة مثلها حتي الآن ــ الدعوة مفتوحة لكل الرياضيين وغير الرياضيين في نادي الجزيرة ليقوم بتوديعهم جميعاً.
***
كان أيضا محمود بدر الدين عضوا دائماً في "الفيفا" رغم أنه ليس رئيساً للاتحاد.. ولكن سمعته وأعماله رشحته لهذا المنصب بدلاً من محمد حيدر وفؤاد سراج الدين.. وكان بدر الدين يصر علي حضور كل اجتماعات "الفيفا" بأي ثمن.. وفي أواخر أيامه كان يعاني من شرايين قلبه ونصحه الأطباء ألا يركب الطائرات ولا ينفعل قط.. ولكنه اضطر أن يركب طائرة العودة إلي مصر وأصيب بالهبوط ومات في الطائرة وهي في الجو.. فكتب علي أمين في "الأخبار" يرثيه فقال:
ــ مات النجم في السماء وسط النجوم.
***
مصر كانت "الملكة المتوجة" رياضياً للقارة السمراء المحتلة من كل دول أوروبا.. الآن نحاول المستحيل من أجل عضوية في اتحاد قاري ولا أقول اتحاد دولي. رغم أن هذا ممكن جداً بلا أي جهد.. وقصة أمير الشباب الأمير فيصل مع سمير زاهر معروفة.. ولكن الأخ سمير خذلنا في آخر ثانية!!!! لنا الله.