سعدت جدًّا بتصريحات على لارجانى رئيس مجلس الشورى الإسلامى الإيرانى منذ يومين، والتى أعرب فيها عن ترحيب بلاده بأى خطوة تؤدى إلى تطبيع العلاقات مع مصر، مؤكدًا، بحسب وكالة تسنيم الدولية للأنباء. ترحيب طهران بأى خطوة تؤدى إلى تطبيع العلاقات وتعزيزها بين البلدين.
تصريح لارجانى يعكس اهتمام طهران بالملف المصرى، وسعيها نحو إعادة العلاقات بين البلدين، وقد سبق وخرج من طهران العديد من الإشارات التى ترحب بخطوات مماثلة من النظام المصرى، لكن للأسف مصر لم تلتفت إلى هذه الدعوات لأسباب لا نعرفها، هل لتخوفها من المد الشيعي؟، هل إرضاء لدول الخليج؟، هل بسبب ما يتردد عن مخطط إيرانى للسيطرة على منطقة الشرق الوسط؟، ما هى الأسباب الحقيقية لعدم تفكير النظام المصرى فى فتح ملف العلاقات المصرية الإيرانية؟.
صحيح أمن منطقة الخليج من أمننا، وأن مواطنى بلدان الخليج هم أهل وأشقاء وأخوة، لكن هذا لا يعنى أن نقف ضد مصالحنا وعلاقتنا مع البلدان الأخرى، للأسف مصر اختارت منذ سنوات طويلة سياسة الصغار وقامت بقطع العلاقات مع إيران بسبب اسم شارع، وتبنت فكرة المخاصمة المذهبية التى رفعتها دولة المملكة العربية السعودية، وارتبطت سياستها بما تعلنه دول الخليج.
النظام المصرى فى حاجة إلى أن يعيد التفكير فى العلاقات المصرية الإيرانية من جديد، بعيدًا عن الهواجس الخليجية، مصر دولة كبيرة ولن يهددها الفكر الشيعى؛ فهويتها واضحة وملامحها بارزة وقوية، ومن الصعب تغيير هذه الملامح أو العبث بها، كما أن مصر قادرة على التصدى لأية أطماع أو أحلام أو أجندات سياسية، قوة مصر فى أن شعبها يمتلك القدرة على التأثير فى الآخرين وليس التأثر بهم.
من هنا يجب أن نفكر بشكل جيد فيما يخدم على مصالحنا الاقتصادية والسياسية ولا يؤذى أشقاءنا فى الخليج، مصر يجب أن تفكر فى السياحة الإيرانية التى قد تعوض السياحة الروسية بشكل كبير، السياحة الترفيهية، والثقافية، والسياحة الدينية المتمثلة فى زيارة أضرحة آل البيت: الحسين، والسيدة، فكما يزور اليهودى جبل موسى فى سيناء، وبيت موسى بن ميمون والمعبد فى القاهرة، ومقام أبوحصيرة فى البحيرة، يجب أن نفتح للمسلمين الشيعة الباب لزيارة آل البيت، مصر فى حاجة إلى أموال هذه الرحلات، كما أنها فى حاجة إلى مستثمرين إيرانيين، ومشروعات حكومية، تستوعب الخريجين، وتحد من طابور البطالة الذى يقضى على مستقبل الشباب، ويحد من ارتفاع الأسعار التى كوت المصريين.
إلى متى ستظل مصر تدور داخل محيطها العربى، تؤمن على مخاوفهم وسياساتهم، وتعيش على معوناتهم، مصر يجب أن تخرج من هذه الدائرة، تفكر بشكل نفعى يخدم على اقتصادها ومصالح شعبها، شعوب البلدان العربية هم أهل وأشقاء وأخوة لنا، وتربطنا بهم وشائج الدم، واللغة، والجغرافيا، والدين، والتاريخ، وآمنهم من أمننا، لكن لكل شعب مصالحه التى يجب أن يسعى لتحقيقها، ومصالح مصر وشعبها فى أن تفتح نوافذها، وتنتهج السياسات التى تخدم على اقتصادها وسياستها، فمن الغباء أن نرفض استثمارات إيرانية قد تحد من طابور البطالة وتدعم اقتصادنا، لكى لا نغضب إخوتنا فى الخليج.