المساء
علاء الصاوى
حتي ينهض الاقتصاد ويعم الرخاء
وصف الجبرتي في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار" إحدي ثورات الجياع فقال: في منتصف المحرم سنة سبع ومائة وألف تجمع الفقراء وتوجهوا إلي القلعة ووقفوا بحوش الديوان وصاحوا من شدة الجوع فلم يستجب لهم أحد فرجموا بالاحجار فتوجه لهم الوالي وطردهم الأمر الذي دفعهم للنزول الي الرميلة ونهبوا كل محصول الغلة الموجود بها ثم توجهوا الي الوكالة وحصلوا علي كل مخزون القمح والشعير والفول.
كانت هذ الثورة بسبب موجة الغلاء وشدة الفقر لمرور مصر بظروف اقتصادية صعبة واشتد الكرب حتي مات عدد كبير من الفقراء ووصل الأمر إلي قيامهم بخطف الخبز من الأسواق ومن الأفران ومن علي رءوس الخبازين.
هذه الأزمة الاقتصادية تكررت كثيراً وكان وقتها لا يوجد قانون أو دستور يحمي حقوق المصريين أو ينظم العلاقة بين الفقير والغني علي اساس من العدل.
ما ذكره الجبرتي يؤكد ان مصر علي مدار تاريخها مرت بظروف اقتصادية صعبة واشتد بها الكرب وسبق ان تعرض المصريون للجوع إلا أنها لم تسقط وتتعافي بعد كل أزمة ونتذكر جميعاً السنوات العجاف التي مرت بها مصر في عهد سيدنا يوسف كما جاء في القرآن الكريم.
مصر دولة كبيرة بمواردها المتعددة ونيلها وأهلها ولديها فرصة كبيرة للنهوض باقتصادها اذا أحسنت الحكومة استخدام هذه الموارد واحدثت ثورة في كافة المجالات ونجحت في القضاء علي الفساد وطبقت القانون علي الوزير قبل الغفير وقبل كل ذلك ان يسترد الكثير من المصريين ضمائرهم التي غابت علي مدار السنوات الماضية وان يتقوا الله في مصر وشعبها وقتها فقط سوف يتعافي اقتصادنا.. ويعود الخير لكل المصريين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف