بدأت مصر منذ أن تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حركة نهضة غير مسبوقة حيث دشنت سلسلة من المشروعات القومية العملاقة في شتي المجالات سواء قناة السويس الجديدة أو المشروع القومي للطرق وتطوير الموانئ والمطارات وإنشاء الجديد منها أو مشروع المليون ونصف المليون فدان والمدن الصناعية والتكنولوجية والمشروع القومي للإسكان بمختلف فئاته سواء الاجتماعي أو المتميز أو القضاء علي ظاهرة العشوائيات أو المزارع السمكية أو مشروع الصوب الزراعية الذي يدخل مليون فدان "إنتاجياً" لمصر والمدن الجديدة في مختلف المحافظات أو مدن الأثاث والجلود والنسيج أو العاصمة الإدارية.
ورغم كل هذه المشروعات العملاقة التي ستنقل الاقتصاد المصري إلي آفاق أكثر رحابة تحقق تطلعات الشعب في مستقبل أفضل إلا أن من وجهة نظري يظل قرار ومشروع تطوير وتحديث وتزويد القوات المسلحة بأحدث منظومات القتال في العالم هو المشروع الأعظم والأهم والذي يلبي حاجة مصر لامتلاك قوة الردع في ظل هذه التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن القومي المصري علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
دعونا نتفق أن هناك رغبة وخطة شيطانية من أعداء مصر علي إسقاطها واستهدافها بالعديد من المخططات واستنزافها سواء بالإرهاب أو الحصار الاقتصادي لكن لا يفوتنا ان هناك محاولات لعزل مصر وفصلها عن قوة مضافة حيث جري خلال السنوات الماضية القضاء علي قوة العراق وتفكيك جيشه وتدميره وتحويله إلي مجرد ميليشيات رمزية وانصهرت قوة الجيش العراقي بسبب إدارة سياسية فاشلة علي يد صدام حسين سهلت مهمة المؤامرة الغربية عليه وخروجه من معادلة توازن القوي في المنطقة علي حساب قوة العرب لصالح إسرائيل.
ولا يجب ان نغفل ان ثورات الربيع العربي التي جري إدارتها منذ 2011 كانت تهدف إلي إسقاط بعض الدول العربية من الداخل بواسطة شعوبها من خلال حروب الجيل الرابع ولولا عناية الله وقوة ووطنية الجيش المصري العظيم لضاعت مصر ولكن المخطط نجح في ليبيا وسوريا واليمن وتم تدمير جيوش هذه الدول وإعلان خروجها رسمياً من معادلة توازن القوي العربية - الإسرائيلية لصالح جيش الدفاع المدعوم من الغرب وأمريكا.
وخسر العرب الكثير من قوتهم بسبب نجاح المخطط الأمريكي الغربي في القضاء علي بعض جيوش الدول العربية في العراق وسوريا واليمن وليبيا ناهيك عن دول مثل الجزائر والمغرب لا تري إلا شأنها الداخلي ولا تبدي اهتماما بالصراع العربي - الإسرائيلي وتكتفي فقط بحماية أمنها الداخلي وتأمين حدودها بالاضافة إلي أن جيوش الخليج التي تعج بالقواعد العسكرية الغربية والأمريكية في مرحلة اللحد ولم تصل بعد إلي حد الاحتراف والجاهزية وان كانت تملك ترسانات أسلحة حديثة ومتطورة لكن الجيوش تقاس أيضا بقوة وبسالة واحترافية مقاتليها.
لم يبق في المشهد العربي علي المستوي العسكري سوي الجيش المصري العظيم أهم وأبرز وأقوي عشرة جيوش العالم وهذا لم يأت من فراغ ولكن بفضل قيادات وطنية تملك الرؤية وإدراك المخاطر والتحديات والتهديدات وبالتالي الوعي بالاحتياجات والمتطلبات الضرورية لبناء القوة الرشيدة الرادعة التي تحمي الأرض وتدافع وتؤمن الحدود لا تطمع في الأخرين ولا تعتدي علي أحد في زمن نعيشه لا مكان فيه للضعفاء وهو أشبه بنظام الغاب.
لذلك أري ان أهم مشروع تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي في قائمة إنجازاته التي يطول ذكرها هو بناء وتطوير قدرات الجيش المصري العظيم وتزويده بأحدث منظومات السلاح في كافة التخصصات والأفرع الرئيسية ليس فقط لحماية مصر وشعبها وأرضها وتأمينه والحفاظ علي أمنها القومي ولكن أيضا لحماية الأمة العربية التي تشهد جنوحا كبيرا من قبل بعض قادتها عن المسار الصحيح الذي يجب أن نسير فيه وهو ما طالبت به مصر ومازالت تطالب إلا أن البعض يري في نفسه زوراً وبهتاناً قائداً للأمة العربية ونسي ان مصر قدرها وتاريخها وقوتها وجغرافيتها كتب لها المولي عز وجل أن تكون هي القائد والمعلم والحصن الحصين للأمة العربية.
أدركت القيادة الوطنية السياسية والعسكرية أهمية بناء قدرات الجيش الذي يتمتع بخبرات وفيرة وأيضا سمعة عالمية ليكون درعاً لمصر يحميها من أطماع في سيناء ومحاولات فرض سيناريوهات لصالح دول إقليمية.. لذلك فإن العمل علي تعظيم قدرات القوات المسلحة هو إنجاز عظيم وغير مسبوق فقد أصبحت مصر تملك حاملات طائرات ميسترال وذلك لوجود مستجدات في التحديات والتهديدات واتساع لمسرح العمليات وأيضا المقاتلات "رافال" الفرنسية والغواصات الألمانية والطائرات الروسية الحديثة ومنظومات القتال الأخري لمختلف التخصصات والأفرع الرئيسية يصب في حماية مصر من أعدائها.
القوات المسلحة المصرية وبكل اطمئنان وفخر في أعلي مستويات الاستعداد والجاهزية والاحترافية لأداء جميع المهام التي تكلف بها ونري الآن نتائج وجود جيش وطني قوي يدافع عن أمن مصر القومي ليس فقط في ميادين القتال وما يحقق من نجاحات هائلة في تحقيق النصر علي الإرهاب في سيناء والذي بات القضاء عليه وشيكا ولكن أيضا في ميادين التنمية والعمل علي تخفيف المعاناة عن المواطن المصري بتوفيراحتياجاته والمساهمة بفاعلية في بناء المستقبل الأفضل وتحقيق تطلعات المصريين.
نجاح الجيش المصري العظيم في سد فجوة وثغرة الخلل في ميزان القوي في المنطقة.. وأصبح قوة عظمي في المنطقة يملك أدواته وخبراته واحترافيته وسلاحه وتدريبه وقواه الكامنة التي لا تتوفر لجيوش أخري وبوصفه خير أجناد الأرض أصبح جيشاً يوازي أو يفوق قوة الجيوش العربية مجتمعة وهو ما يعزز الحفاظ علي الأمن القومي العربي في مواجهة أطماع إسرائيل وداعميها في أمريكا والغرب.
تحية للرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الوطني المحنك الذي يدرك متطلبات الحاضر واحتياجات المستقبل ويعي خطورة التحديات والتهديدات.. وتحية لكل قادة جيش مصر العظيم ورجاله البواسل علي مدار العصور المختلفة.. تحية للفريق أول صدقي صبحي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة.. وتحية لكل قادة قواتنا المسلحة الباسلة.
المجانية .. ووزير الصحة
في اعتقادي ان الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة لم يقصد الإساءة لاسم الزعيم الخالد جمال عبدالناصر وأراد أن يوصف واقعاً صعباً تعيشه منظومة الصحة في مصر التي تواجه ظروفاً استثنائية بسبب قلة الموارد.
دعونا نتفق أن قرار عبدالناصر بمجانية التعليم والصحة كان له ظروفه وأبعاده الاجتماعية والسياسية وهو صاحب أياد بيضاء علي أمثالي وهم أغلبية المصريين وكان في ذلك الوقت قرارا صائبا 100%.
ولكن مجانية عبدالناصر لم تعد تصلح في هذا الزمان وما نشهده من واقع صعب وموارد قليلة في ظل حصار اقتصادي ملموس.. وبلد تسعي للنهوض بإجراءات استثنائية وإصلاحية تحقق كل يوم جدواها وبشهادة أعرق وأكبر المنظمات الاقتصادية في العالم.
لكن يا دكتور عماد هناك حلول ورؤي تحتاج لإرادة لتنفيذها.. فبغض النظر عن قانون التأمين الصحي المرتقب يجب أن تبحث عن موارد جديدة لا ترهق ميزانية الدولة.. وسوف اتفق معك ان تذكرة الكشف أو الفحص الطبي بقيمة جنيه لم تعد تصلح وسوف اقترح عليك زيادتها بشرائح متدرجة في متناول كل طبقة.
لماذا يا دكتور عماد لا ترفع سعر التذكرة لـ5 جنيهات أي خمسة أضعاف وذلك يتاح للمواطن البسيط صباحاً.. ثم تزيدها إلي 25 جنيهاً للتذكرة في منتصف النهار مقابل الكشف علي يد أخصائي وتزيدها إلي 60 جنيها للاستشاري في مختلف التخصصات وترفعها إلي 100 جنيه للأساتذة الكبار والتخصصات الصعبة مثل المخ والأعصاب والعظام وغيرها.
لماذا يا دكتور عماد لا تفتح أبواب مستشفياتك للمرضي في المساء من خلال العيادات الخارجية بنفس الأسعار السابقة وتزاحم وتنافس العيادات الخاصة وتأخذ من حصتها التي تصل إلي المليارات سنويا بدلا من الاكتفاء بأقسام الاستقبال وأطباء الامتياز؟
لماذا لا تعامل المرضي بمنطق أو بطريقة المستشفيات والعيادات الخاصة بحيث توفر لهم أماكن انتظار حضارية قبل العرض علي الطبيب ومعاملة راقية من الطبيب والممرضة والموظف وتضيف للخدمة موظف علاقات عامة يحسن استقبال الناس بشوية ديكور.. وتوفر لهم طبيباً علي أعلي مستوي بدلا من الأخطاء الكارثية التي يقع فيها الأطباء؟
لماذا لا ندير مستشفيات وزارة الصحة والجامعية بروح وطريقة المستشفيات الخاصة من حيث النظافة وحسن المعاملة والزبون دائما علي حق مع وجود سعر في متناول المواطن علي اختلاف مع المستشفيات الاستثمارية والخاصة التي تمص دم المريض؟
غياب مستشفيات وزارة الصحة عن فترة المساء من السادسة وحتي الثانية عشرة من منتصف الليل يهدر أموالاً طائلة علي وزارة الصحة وفكرة وجود أو استمرار العيادات الخارجية في هذه الفترة سوف يدر إيرادات هائلة تسمح بالتطوير والتحديث وتقديم خدمة أفضل وأيضا توفير صيدليات تبيع الدواء بهامش ربح بسيط بدلا من استغلال الصيدليات الخاصة وسلاسلها سوف يدر أيضا المليارات.
يا دكتور عماد حديثك صحيح وان اخطأت التعبير لكن المهم وجود الرؤية والأفكار والإبداع وصلابة إرادة التنفيذ هذا يصنع الفارق فالمواطن مستعد للدفع علي حسب مستواه لكن ينتظر الخدمة المحترمة والمعاملة الراقية حتي تنال رضاه.