لا أحب الاستثناءات وأفضل الوقوف في الطابور لإنهاء الإجراءات عند عودتي من الخارج مثل غيري من عباد الله.
هذا ما حدث منذ عشرة أيام بالتمام والكمال عند عودتي من دبي عقب مشاركتي في مهرجان الشارقة للطفل وهو ما أتاح لي مشاهدة موقف مثير ومؤسف بطله ضابط شرطة أساء لصورتنا أمام الأجانب وبعضهم يزور مصر للمرة الأولي والانطباع الأول يدوم كما يقولون.
الضابط ورتبته رائد انفعل علي الركاب القادمين للبلاد والمتواجدين بصالة الوصول بصورة غريبة لمجرد أن بعضهم تجاوز الخطوط المحددة للانتظار بمنطقة الجوازات حتي يتم إنهاء الإجراءات للراكب تلو الآخر.
ورغم استيائي الشديد من الواقعة التي كانت مثار سخرية الأجانب إلا أنني فضلت عدم إثارتها لثلاثة أسباب.. الأول أن الضابط معه حق وإن كان قد جانبه الصواب في رد الفعل.. والثاني أن الحالة فردية ويمكن الإبلاغ عنها بصورة مباشرة.. والثالث أن الشرطة "مش ناقصة" وتتعرض لهجوم دائم بالحق والباطل.
الذي ذكرني بالموضوع الآن ما حدث مع ضابط آخر بنفس المطار ولكن بصورة معكوسة ومغايرة تماماً. فالأول كان يكفيه القليل من الهدوء والثاني كان يحتاج الكثير من الشدة والحزم ليتجنب ما جري.
الضابط الثاني هو بطل حكاية "ياسمين النرش" التي ذاعت شهرتها خلال الأيام الماضية وسحبت الأضواء من نجمات الفضائيات. بعد انتشار مقاطع يوتيوب تظهر فيها وهي تتعدي عليه بصورة فظة بينما يقابل هو الأمر بهدوء ورباطة جأش يحسد عليها.
ومع تسليمنا بأن الضابط تعامل مع الموقف بصورة مثالية إلا أن هدوءه المبالغ فيه أعطي المتهمة الفرصة لتتمادي في الخطأ وتنال من هيبة البدلة الميري. بينما كان الضابط بوسعه إنهاء القصة في مهدها لو استخدم السلطة المخولة له للتعامل مع المواقف الشبيهة.
ورغم أنني ضد الإفراط في الحديث عن هيبة الشرطة باعتبار أن هيبة الشرطة والدولة كلها تتحقق باحترام القانون وتنفيذه علي الكبير قبل الصغير وليس بالسطوة أو التعامل العنيف.. ورغم قناعتي أيضاً بأن الضابط يستحق الثناء وليس العتاب أو العقاب. إلا أنني أتساءل مثل غيري: لماذا تحمل هو ورجاله كل هذا الاستفزاز؟!
ولماذا لم يتخذوا الإجراءات القانونية اللازمة علي الفور.. حماية للمتهمة من الوقوع في المزيد من الأخطاء قبل حماية هيبة رجل الشرطة. بدلاً من منحها الوقت الكافي لتقول ما تريد وتورط نفسها أكثر وأكثر مع تسجيل كل شيء بالصوت والصورة وبدرجة وضوح عالية جداً؟!!
الموضوع نفسه لا يعنيني.. سواء كانت السيدة "بطلة القصة" تعرضت للاستفزاز قبل أن تقدم علي ما فعلته مثلما ذكرت في التحقيقات أو إذا كانت الشرطة قد ضبطت بحوزتها مخدرات من عدمه. فالقضية في يد النيابة العامة وهي صاحبة القول الفصل والقانون سيأخذ مجراه.
الذي يعنيني أن الواقعتين كانتا تتطلبان تصرفاً مختلفاً سواء من الضابط الذي انفعل علي القادمين للبلاد دون مراعاة لخصوصية المطار باعتباره الواجهة الأولي لمصر أمام الضيوف من العرب والأجانب.. أو من زميله الذي تهاون في حق نفسه وحق الجهاز الذي ينتمي إليه.
وهو درس يجب أن تتعلم منه الشرطة خاصة بالنسبة للعاملين بالمناطق الحيوية والحساسة ويحتاجون إلي رد فعل سريع ومناسب.
تغريدة:
الذين لا يستوعبون الرسائل التي وجهها السيسي لأطراف عدة باستقباله الأثيوبيين بالمطار. لا ينظرون أبعد من مواقع أقدامهم.