أصبحت قضية ارتفاع الأسعار.. من أكثر الأمور المؤرقة لحياة المصريين.. ودائماً نقرأ وتطالعنا نشرات الأخبار عن اجتماعات وزارية متكررة.. لضبط الأسعار والأسواق.. واجتماعات وراء اجتماعات.. دون أن نرى أى جهد ملموس.. فى هذا الأمر.. وكأن الحكومة قد استكانت لتغول التجار.. ورفعت الراية البيضا.. أمام جبروتهم وبلطجتهم التى لا تنتهى أبداً!!
ومن هنا لبس المواطن فى الحيط.. وأصبح لا يملك إلا الدعاء إلى الله.. أن ينتقم من هذه الحكومة المتراخية.. التى لا تراعى الله فى مواطنيها أبداً.. والتجار الجشعين الانتهازيين.. الذين أدمنوا مص دماء البشر.. فى وقت واحد!!
ومن هنا وجب البحث عن حل آخر.. يأتى منا نحن كمواطنين وشعب.. وأقصد به الترشيد، فعن طريق هذا الترشيد.. يمكننا إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. من ميزانية الأسرة المتهالكة..
فمثلاً أتمنى أن أجد لدى كل ماركت أو محل فكهانى أو خضرى أو حتى جزار أو سمّاك.. أتمنى أن أجد لديهم الميزان الرقمى الجديد.. حتى يمكننى وبكل سهولة من أن أطلب من البائع مثلاً.. حبة موز واحدة أو برتقالة واحدة.. أو حتى سمكة واحدة.. لكل فرد من أفراد الأسرة.. بدلاً من حكاية الشراء بالكيلو.. والتى تؤدى لشراء كميات زائدة على احتياجات الأسرة، ومن ثم تلف وإهدار الكثير منها.. وعلى فكرة نحن هنا لن نخترع العجلة.. لكن هذا هو النظام المطبق فعلاً.. فى كل دول الخليج الشقيقة.. وقد رأيته وقمت بالشراء به فى السعودية.. أثناء قيامى بأداء فريضة الحج قبل أعوام!!
أيضاً من جوانب الترشيد الأخرى.. الإقلال من شراء الوجبات الجاهزة.. وأكل المطاعم.. لأننا فى المنزل يمكننا تجهيز نفس الأطعمة.. بأقل من نصف ثمنها أحياناً.. فإذا ما قمت مثلاً بشراء فرخة من الفرارجى.. وقمت بطهيها فى المنزل.. سواء بالشواء أو طبختم عليها صنفاً أو أكثر من الطعام.. نكون قد ضربنا أكثر من عصفور بحجر واحد.. أولاً ضمنا النظافة.. وثانياً وفرنا ما يقرب من خمسين فى المية على الأقل من تكلفة الوجبة.
أيضاً في الصيف.. وها نحن على أعتابه.. إذا كان لديك أكثر من جهاز تكييف في البيت.. ما المانع فى أن نختار.. أكثر غرفة اتساعاً فى البيت.. حتى تكون مقراً لكل أفراد الأسرة.. طوال ساعات النهار الحارة.. وليس كل فرد بحجرة مستقلة.. وبتكييف مستقل للفرد الواحد.. ويمكن هنا أن يتم تشغيل التكييفات فى النهار فقط.. والاستغناء عنها ليلاً.
كلها أفكار للترشيد قابلة للتنفيذ.. وهناك عشرات الأمثلة غيرها.. من صور ونماذج التوفير والترشيد.. والتى يمكن عن طريقها.. أن توفر لنا فى الكثير.. من بنود الميزانية المصرية المتصدعة والمتهالكة.