** لأن عمليات النصب شغالة في كل اتجاه لماذا لا نفكر في انشاء أكاديمية للشعوذة تضم اقساما في الاحتيال والدجل واللوع؟!
* الناس تعرف ان الشعوذة شغلانة من يدعي السحر وهو أفاق وحلنجي.. لكن الحقيقة انها أصبحت فعلا.. منهجا واسلوبا لحياة الكثيرين.. وفي بلادنا لها تاريخ علي طريقة "مغربي كداب يفتح الكتاب".. وقد اختلطت الأوراق بين تحضير الجن والعفاريت والطب الذي هو روحاني.. يستخدمون في ذلك اللغة السريانية والتمائم.. ولعنة الفراعنة.. وحتي في المقابر المستجدة.. وقد تكون الأدوات فرخة ساقطة الاعدادية وديكاً يحمل جواز سفر أمريكياً.. وقرد سبق له الاحتراف في أوروبا.. ولا بأس من سحلية خالها وعمها من فئران الحقول.. وكله في دقة الزار يتطوح.. ويصرخ.
* الشعوذة قد تكون سياسية.. لأن الفاشل في إدارة نفسه يترشح لإدارة غيره في المجلس النيابي والمحليات وسائر المناصب.. والبصمجي البورمجي قد يختفي لمدة شهرين ويرجع لنا بكارت جديد يسبق اسم سيادته حرف الدال والنصاب التافه بلا صنعة أو مهارة قد يقترب من مسئول ويستخرج لنفسه كارنيهاً مزيفاً لجهة مهمة ويغطي زجاج السيارة التي استأجرها بالفيميه الاسود ويضع علي الزجاج الخلفي والأمامي أكبر نسر في المنطقة.. بينما سيادة اللواء أركان حرب الدكتور المهندس الحقيقي يصلي معك الجمعة في جلبابه ولا يمكنك ان تلحظه وان تعرفه من باقي خلق الله الذين تواضعوا للقوي الجبار فرفعهم وآتاهم من فضله.. العلبة الفارغة تحدث دوشة.. والمليانة لا تسمع لها صوتا.
* الشعوذة في ملاعب الكرة ان يشوط أحدهم شوطة فإذا بها "تلبس بلفحة الهواء في المقص فيدخل التاريخ وترفعه الصحافة الرياضية إلي مرتبة بيليه وميسي.. ويعيش علي الهدف حتي يعتزل.
* والشعوذة في الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب.. تأخذ الناس في أول البرنامج إلي أقصي اليمين وفي وسطه إلي أقصي الشمال.. وفي آخره.. إلي أسفل السافلين تحول الحرامي إلي بطل قومي.. والعميل إلي مناضل.. والشريف إلي أكذوبة لأنه لم يدفع الفيزيته وقرر أن يكشف المستور ويشلح بهوات الأونطة.
* الشعوذة باسم الدين.. تجعل المنافسة بين المشايخ في طول اللحية وقصر الجلباب.. وضرب الفتاوي الملهلبة المشطشطة مثل إرضاع الكبير وجهاد النكاح ونومة العازب وعجين الفلاحة.. وتحريم استخدام فرشاة الاسنان.. خاصة إذا كانت مصنوعة من شعر الماعز الأوروبي لأنه داير في الزرايب هناك علي حل شعره.
الشعوذة في الدين تقول لك لا تصبح علي جارك لأنه علي غير دينك.. علي أساس ان الدين.. دين أهلك.. وانت مثل بلطجي الكارتة الذي يمد يده لكل فردة ميكروباص.. وفي اليد الأخري بين اصابعه مجموعة جنيهات ورقية غلة النهارده.
* الشعوذة في الفن ان تري الفنان لا يتوقف عن النحت.. يحل ضيفا في برنامج مقالب مدفوع الثمن ويمثل قال ايه من المفاجأة ويقابل الست شهلوب فتقوم بعمل الفحص الشامل لسيادته عن غزواته الجنسية.. أو أول بوسه في حياة النجمة ذات السبعين ربيعا.
الشعوذة في الفن الا تري في دراما السينما والتليفزيون إلا النماذج الضائعة المنحرفة المسطولة.. وان تتحول المشاهد إلي دروس مجانية في البلطجة والدم والشم والشرب.
الشعوذة في الفن ان يستهلك الفنان طاقته في برامج ليس لها من هدف إلا رفع معدلات الهطل والخيابة.. والبعد عن قضايا البلد المهمة وتفريغ العقول حتي تتحول إلي حلل فاضية يمكن بسهولة ان يتم ملؤها بالطبيخ البايت الحمضان.
* الشعوذة في التجارة ان تقسم بأغلظ الايمان انها خسرانة.. ومش جايبة تمنها وانت تقطع من لحم الغلابة.. والادهي ان تبيع لهم الحلبة علي أنها زيت.. ولحم الحمار علي انه لحم غزال وتلعب في تاريخ الانتاج والصلاحية.. وقد تتبرع بمائة جنيه لكل مشروع قومي.. ثم تخرب بيتها من ناحية تانية وانت تتهرب من ضرائب بالملايين.. وتحل لنفسك ان تأكلها حارة بنار جهنم وتظن انك قد خرقت الارض وبلغت الجبال طولا.
* الشعوذة موجودة في مكتب المسئول الذي يعمل لحساب نفسه حتي لو خرج منه مفضوحا ملعونا.. وما أكثر هؤلاء.
* الشعوذة اصبحت فعلا اكاديمية.. اشهر اقسامها اللف والدوران.. وهي الأكاديمية الوحيدة التي تتخرج منها متفوقا.. لكي تدخل بعدها.. إلي جامعة جهنم وبئس المصير مع استاذ الاحتيال الاعظم ابليس.. لعنة الله عليه وعليكم أجمعين.