أحمد معوض
كلمة ونصف .. نقيب للسلالم
معلوماتي عن النقابة. أي نقابة. أن وظيفتها تقديم خدمات لأعضائها. مشروع للعلاج. تكافل. مصايف. رحلات. الدفاع أمام المحاكم... الخ.
أما نقابة الصحفيين. فإلي جانب قيامها بتقديم هذه الخدمات لأعضائها. فهي تقدم خدمات لأعضاء الجمعية العمومية لمصر "الشعب". من خلال "سلمها" التاريخي. ذلك السلم الذي وهبه الله لنقابة الصحفيين وخصها إياه. دون غيرها من النقابات.
لذلك. لا يمكن اعتبار نقابة الصحفيين أنها مثل أي نقابة أخري كالأطباء أو المهندسين أو التجاريين مع احترامي لكافة المهن والنقابات. لكننا كُتب علينا أن نكون نقابة رأي وليس مجرد نقابة خدمية لأعضائها. لا أقول إن تقديم الخدمات للأعضاء فقط نوع من الأنانية. ولكن كما ذكرت. مقدر ومكتوب علي الصحفي أن يحمل هموم أبناء أمته. وأن يكون قائداً للرأي. ومدافعاً عن حقوق المظلومين.
شئنا أم أبينا. كانت سلالم نقابة الصحفيين هي الشرارة الأولي لثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2018. وإن كنت ناسي الحكاية.. اسألوا حركة "كفاية".
غداً.. بمشيئة الله. انتخابات نقابة الصحفيين. والانتخابات هذه المرة غير عادية بالمرة. ذلك لأنها أول انتخابات بعد أزمة الصحفيين ووزارة الداخلية والتي وصلت إلي ذروتها بعد اقتحام الأمن لمبني النقابة في سابقة هي الأولي في التاريخ المصري. وماتبعها من انعقاد جمعية عمومية ـ التي يطلق عليها جمعية الـ 5 آلاف صحفي ـ والمطالبة بتقديم اعتذار للصحفيين ليس من الحكومة بل من مؤسسة الرئاسة نفسها.
لسنا في معركة ـ كما يحاول البعض تصويرها ـ ولكنها ليست نزهة أو رفاهية في الوقت نفسه. انتخابات مصيرية ستكون مواكبة لإنشاء هيئة وطنية لتنظيم العمل الصحفي. وتغيير رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء وتحرير الصحف. ومن هنا تأتي خطورة الاختيار.
عن نفسي سأنحاز إلي الشباب من زملائي الصحفيين الذين يعيشون نفس معاناتي. ويشعرون بمشاكل المهنة من نفس المنظور. وأرفض كل الرفض من يلوح برشوة خيبة تتمثل في إيهام الناخبين بأن زيادة بدل التكنولوجيا في جيوبهم. وأن الصحفيين سيستفيدون من هذه الزيادة فقط في حالة فوزهم دون غيرهم بالمقعد!
نعم. الصحفيون يحتاجون إلي لائحة عادلة للأجور. يحتاجون إلي رفع مستوي معيشتهم. يحتاجون إلي حفظ كرامتهم بمرتبات تغنيهم عن الحاجة إلي العمل في مكان واثنين وثلاثة. نعم يحتاجون لكل ذلك. لكن أصواتهم أبداً ليست للبيع. المهنية أهم.