الوطن
ياسر مشالى
انتخابات الصحفيين.. وثقافة الاختلاف
أتمنى أن يواصل الصحفيون أعضاء الجمعية العمومية للنقابة، وزملاؤهم الذين ينتظرون دورهم فى القيد، اليوم، تقديم نموذج راقٍ جديد لثقافة الاختلاف، وأن تمر انتخابات التجديد النصفى باختيار النقيب و6 أعضاء فى المجلس دون أن يتم تعكير الصفو العام، وأن يختار كل ناخب مَن يراه الأصلح لقيادة شئون النقابة والمهنة فى هذه الظروف الصعبة، دون تجريح أو تخوين، فالكل زملاء مهنة، وإن اختلفت مشاربهم الفكرية والسياسية، وكذلك مؤسساتهم الصحفية.

أرجو أن يتذكر كل صحفى، وهو يخط بيده اسم النقيب القادم والأعضاء الستة، أن اختياره أمانة لا تقل قداسة عن مهنة الصحافة السامية التى تسعى فى الأساس إلى ترسيخ قيم الاستنارة، ونبذ التعصب والطائفية السياسية فى وجدان الناس.

تذكر أنَّك فاعل رئيسى فى تشكيل وعى المواطنين، بل وتشارك فى تبصير السلطات الثلاث بحقائق ما يدور فى دهاليز المجتمع، فلا تكن أنت أسيراً لشائعات وكلام مرسل عندما تقف خلف الستارة لتكتب اختيارك الحر.

تذكر التاريخ الذى سطره شيوخنا فى هذه المهنة داخل النقابة وخارجها، الذين حافظوا دائماً على التوازن الفريد بين استقلالية الصحافة والنقابة ودورها كإحدى قلاع الدفاع عن الحريات والمشاركة فى معارك الوطنية المصرية منذ مقاومة الاحتلال البريطانى، مروراً بدعم ثورة 23 يوليو وحتى المشاركة فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وبين الحفاظ على «شعرة معاوية» مع السلطة الحاكمة.

تذكر دائماً أنك تستطيع بحسك الصحفى أن تميز بين النقابى الذى يعارض السلطة الحاكمة من منطلق وطنى خالص، وبين المتاجر بقضايا الوطن، كما تستطيع فى الوقت نفسه أن تميز بين الموالين للسلطة من منطلق وطنى خالص، وبين مَن أدمنوا التبعية لأى سلطة مهما كان أداؤها، وفى كل وقت وحين، حتى لو كان ذلك على حساب الثوابت الوطنية ومصالح الصحفيين ومهنتهم المأزومة.

تذكر مشكلات المهنة وتدنّى رواتب معظم زملائك، وتذكر أيضاً أن دور النقابة فى تقديم الخدمات النقابية جزء لا ينفصل عن دورها فى محيطها العام، وأن فصلهما مجرد «تحايل» يخفى ضعف المرشح أو «خيبته».

أتمنى أن تشهد أروقة النقابة فى شارع عبدالخالق ثروت عرساً ديمقراطياً نتباهى به وسط زملائنا الصحفيين العرب والأجانب، عرساً يعطى صورة لائقة بمصر التى ساهمت صحافتها فى تنوير وتشكيل وعى المصريين والعرب منذ أكثر من 100 عام.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف