صبرى غنيم
فكرت في مسابقة الأم المثالية.. ليبقي اسم مصطفي وعلي أمين
- نعم.. أنا صاحب فكرة الام المثالية لمصر وللحق الذي كان سببا في إطلاق الفكرة لتبقي واقعا كل عام هو كاتبنا الكبير المرحوم الاستاذ احسان عبد القدوس، ما كنت أتوقع منه أن يتصدي بشجاعة ليبقي اسم العملاقين مصطفي وعلي أمين في قلب كل أم يوم عيد الام وهو العيد الذي يحمل اسمهما وقد كان الاتجاه الي إلغائه واستبداله بعيد الاسرة عندما كان علي أمين مستبعدا خارج مصر ومصطفي أمين بالسجن بسبب تآمر النظام لابعاده عن القلم..
- أنا شخصيا لم أتصور وقتها إلغاء عيد الام فطرقت باب الاستاذ احسان عبد القدوس وطرحت عليه فكرة الأم المثالية لمصر علي ان يتم اختيارها في عيد الام وطلبت ان تخصص مساحات في صحف أخبار اليوم لهذه المسابقة ونتلقي ترشيحات القرّاء فقد تكون الأم المثالية هي أم احد المرشحين أو جارته.. رحب الاستاذ احسان بالفكرة وأعطاني حق النشر للإعلان عن هذه المسابقة بأي مساحة أحددها وكان هو في ذاك الوقت رئيسا لمجلس الادارة..
- وفِي اول لقاء لي مع وزير الشئون الاجتماعية المرحوم المستشار حافظ بدوي والذي تلقي التعليمات بتغيير عيد الأم.. عرف عن مسابقة الأم المثالية التي اطلقتها فكان سعيدا وقال لي »كلام في سرك» بناتي رافضات تغيير عيد الأم.. لذلك اتمني أن يبقي..
- واذكر بعد الإعلان عن المسابقة في عام 1972 تلقيت آلافا من رسائل القراء يتسابقون في ترشيح امهاتهم للقب الأم المثالية.. الرسالة التي توقفت عندها رسالة الدكتور مجدي عبد العاطي طبيب في المنصورة.. يقول فيها.. انه كان كسيحا وهو طفل وكانت أمه تحمله طوال المرحلة الأولي الي المدرسة محمولا علي أكتافها ثم نصحها الأطباء بأن تذهب الي مصر للدكتور كمال الزرقاني أستاذ العظام.. وطلب الدكتور منها ان تتبرع بعشرة سنتيمترات من عظام القدمين ليجري عملية ترقيع لساقي فقالت له أمي » خذوا عظمي كله المهم ان يمشي ابني علي قدميه.. ونجحت العملية لكن أمي أصبحت كسيحة وانا الذي وقفت علي قدمي.. أردت ان اعوضها فسهرت الليالي لأتفوق في دراستي ودخلت كلية الطب وتخرجت فيها طبيبا لكي اكون جانب أمي..
- يوم ١٥مارس١٩٧٢ وفِي صحيفة » الأخبار» نشرت قصة هذه الأم امينة الشرقاوي ورشحتها لتكون اول أم مثالية لمصر وكان أول تأييد من رئاسة الجمهورية.. الرئيس محمد أنور السادات يصدر قرارا بمنحها وسام الكمال تكريما علي تضحياتها واحتفلت بها مصر.. ومن يومها ومصر تحتفل بالأم المثالية.. مش مهم أنا كصاحب هذه الفكرة.. لكن الأهم كان عندي هو أن يبقي عيد مصطفي وعلي أمين..