أحمد السرساوى
«اسلام» اغتصب فاطمة وهي في طريقها للمسجد !!
هل تذكرون »زينة».. طفلة بورسعيد الشهيدة وزهرتها البريئة » 5 سنوات» التي قتلها ذئب تجرد من انسانيته بعد اغتصابها.. فانخلعت لها قلوبنا منذ عامين؟؟ هذه القصة تكررت ولكن بشكل أغرب في الجيزة!!
اسلام صبي عمره 14 سنة، كان من المفروض أن يكون منشغلا بمارسة الرياضة أو أي هواية تهذب نفسه وترفع من مهاراته وأخلاقه وعلمه، بدلا من انشغاله بممارسة الجنس، حتي ولو عن طريق الاغتصاب !!
تقول التفاصيل التي نشرتها صحف القاهرة بالأمس.. ان فاطمة الزهرة البريئة الجميلة »6 سنوات».. كانت في طريقها مساء لأحد معاهد تحفيظ القرآن القريبة من بيتها.. صادفها بالطريق جارها الصبي اسلام ومعه أحد أصدقائه »13 سنة» فاستدرجاها لسطح أحد المنازل القريبة من بيتها ، وعندما استشعرت الخطر وأرادت الهرب قيداها ، ومنعاها حتي من الصراخ ثم جرداها من ملابسها وتناوبا عليها الاغتصاب.. ولأنها انهارت تماما أخذت تئن بما تبقي لها من روح ، فأخرج أحدهما سكينا وقام بشج جنبها ، فأكمل الآخر بفتح بطنها حتي تدلت أحشاء البراءة!!
وبعيدا عن تفاصيل هذه الجريمة البشعة التي اقترفها الصبيان »اسلام» وصديقه.. فإن هناك جريمة أفظع وأفدح نحن جميعا مسئولون عنها تتعلق بتربية الجيل الحالي وأخلاقه التي انطمرت تحت طبقات من السلبيات علي رأسها الفنون الهابطة والقبح الذي يحاصرنا في الشوارع سلوكا ومظهرا.. فالعين والأذن عندما لا تستشعران سوي القبح.. نطق به اللسان ونطقت به الأيدي وساد علي السلوك العام.. فأين المؤسسات المسئولة عن تنمية مهارات الشباب والنشء وتهذيب أخلاقهم؟!
الأكثر مرارة أنه لا أحد يتحرك بيننا لازالة كل هذا القبح الصارخ.. بدءا من قبح القمامة والتراب الذي يغطي كل شيء والذي لم يكن موجودا من قبل!! وانتهاء بالأغاني والسينما التي تركنا أحد الجزارين وبائعي »السقط» يحتكرها، مرورا بالارتفاع العشوائي اليومي في أسعار الغذاء الأساسي للشعب.. أين وزارات الشباب والتعليم والشئون الاجتماعية والثقافة ومؤسسات الإعلام؟؟
كل هذه الصور والقضايا والمسئوليات ليست بعيدة عن اغتصاب فاطمة أو زينة.. نحن جميعا مسئولون عن قبح أخلاقنا، النظافة ليست فقط بإزالة قمامة الورق والخشب وبقايا الطعام.. النظافة حتي في تعاملنا وأفكارنا وظنوننا.. يبدو أن الكل مُدان ومتهم.. ربما نكون جميعا اشتركنا في اغتصاب فاطمة!!